ليست المرة الأولى التي يتم فيها القصاص من القتلة والمجرمين في السعودية ولن تكون الأخير بإذن الله، فهذا شرع الله ولا بد أن يطبق رضي من رضي وأبى من أبى، وما قضية الخادمة السريلانكية ورضيع الدوادمي وقبلها قضية تالا وغيرها الكثير إلا دلالة على إجرامهم والوحشية التي في قلوبهم ولا جزاء عادل لمثل هؤلاء إلا بشرع الله.
سحب السفير السريلانكي دون إبداء أسباب يدل على الاستنكار من القصاص بالخادمة، وقبل ذلك ثوران الشارع الإندونيسي للقصاص من خادمة إندونيسية وقضية معنفة المدينة، مع أن إندونيسيا دولة إسلامية تعرف الحدود ولكن التعامل الدبلوماسي يختفي بمجرد المساس بأحد أبنائهم العاملين لدينا حتى لو كانت القضية ماتزال تراوح في المحاكم السعودية .. والسؤال هل أبناؤهم أغلى منا ومن أطفالنا ؟ الجواب لا وألف لا، حتى لو سحبوا سفراءهم وأغلقوا السفارات والقنصليات واستدعوا رعاياهم، وعندها سنقول لهم اذهبوا ولن نندم ولن تفيض الدموع وسندعو الله إلا تعودوا.
الإعلام في تلك الدول هو المحرك الأول للرأي العام والذي ينعكس على القرار السياسي الخارجي حتى لا تتضرر السياسات الداخلية في تلك البلاد، ولو طبقنا هذا المنطق في بلدنا لأصبح لزاماً علينا أن نعاملهم بالمثل ونُنحني البروتوكولات والعلاقات الدبلوماسية جانباً مع بعض الدول وبالتالي نراعي مصالحنا وحاجاتنا بالدرجة الأولى ومنها إعادة النظر في الاعتماد على بعض الجنسيات للاستفادة من خدمات أبنائهم مثل الفلبين وإندونيسيا وسريلانكا وإثيوبيا، وفي المقابل فتح الباب أمام الدول التي لم يثبت تورط أبنائها في قضايا كبيرة أو مخالفات كثيرة وليس لديها شروط تعجيزية.
لم نرضى الدنية فى حقوقنا ولا يرضونها لأنفسهم، ولم نقبل بالمساومات التي تريد أن تفرضها علينا الفلبين لضمان حقوق رعاياها بينما لايوجد ضمان للكفيل إذا هرب المكفول، كما أنه لايوجد حل بديل في حالة استقدام العمالة غير الماهرة أو الأمية سواءً للمنازل أو لأصحاب العمل، وعلى سبيل المثال فالكثير من السائقين يحضرون من بلادهم وهم يملكون رخص قيادة مع أنهم لا يفرقون بين مفتاح المنزل ومفتاح السيارة !!.
هم بشر ونحن بشر، لهم حقوق وعليهم واجبات، وكي نصل للعدالة المطلوبة يجب أن نطبق النظام السعودي لكل من يقيم في السعودية كما هم يطبقون أنظمة بلادهم على السياح والمستثمرين .. ولن نسمح لسريلانكا أو لغيرها أن تكيلنا بمكيالين.
وفي جانب أخر من الحقائق المفزعة والحقوق الضائعة وتحديدا في قضية السحر في إندونيسيا، فهل قامت الجهات المختصة لدينا بالنظر في حالات السحر التي يعاني منها عدد كبير ممن استقدموا خادمات إندونيسيات، وهل قامت الحكومة الإندونيسية المسلمة بدورها المطلوب لحل مثل هذه القضية أم أن المهم لديها هو الدخل العائد من عمل أبنائها في السعودية والخليج ولا يهمها مايحصل للمستقدمين من كيد السحرة الإندونيسيين !!.
نكزة :
طبعا هذا لا يعفينا أن نعدل وأن نعترف بأن لدينا معنفات ومعنفين من الخادمات والسائقين والعمالة في المؤسسات والشركات .. وأعتقد أن معظم كيدهم وسحرهم ردة فعل مقابل كفوف «المدام» ولكمات «بابا» الكفيل وعدم دفع الرواتب أو تأخيرها .. والبادئ أظلم.
والله أعلم
https://twitter.com/SultanShehri