لم يعد مستغرباً سماع نغمات الجوال في المساجد، حتى أننا تعودنا على سماع بعض النغمات لفترة ليست بالقصيرة إلى أن يتنبه لها صاحب الجوال ويغلقه، وقد بدأت النغمات بالتحول من نغمات نوكيا القديمة إلى النغمات الحديثة للجوالات الذكية ما بين جرس الهاتف القديم إلى أغان ومنها بعض السيمفونيات العالمية وموسيقى صاخبة – ألا يتقون الله فهم بين يديه سبحانه – إلا أن ما يدعوا للتعجب والشفقة في نفس الوقت أن أحد المستهترين من المصلين (خفيف الدم) كان قد ضبط نغمة جواله على نغمة شهيرة وهي نغمة بينك بانثر أو ما يسميه البعض النمر الوردي (ترم ترم).
هل أصبح بعض المصلين مستهترين لهذه الدرجة، أم أنهم لم يسمعوا قوله تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم (مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا).
هل استشعر هؤلاء وقوفهم بين يدي الجبار سبحانه وتعالى وهل عظموا حرمة المسجد وحقوق المصلين أم أنهم أتوا إلى الصلاة مكرهين، والبعض إن لم يكن الكثير من المصلين يأتي إلى الصلاة وقلبه معلق بأمر من أمور الدنيا فلا هو خشع في صلاته ولا ترك غيره ليخشع، فبعضهم حركته كثيرة تشغل المصلين بجواره والبعض الأخر أشغل الأمام والمصلين بنغمات ما إن تسمعها حتى يتقطع قلبك على هؤلاء المساكين، نسأل الله لنا ولهم الهداية وألا تشملهم الآية السابقة.
يجب على المسلم ألا يكون سبباً في التنقّص من المساجد والتقليل من شأنها فهي بيوت الله، بل ويجب عليه التأكد من عدم مضايقة اي من المصلين وقبل ذلك كله الخوف من الله سبحانه والخشوع في الصلاة كي لا تذهب صلاته أدراج الرياح وقد يعود لمنزله محملاً بالذنوب ودعاء من ضايقهم أو آذاهم في صلاتهم.
نكزة : لماذا نسمع بكثرة هذه النغمات في المساجد ونشاهد بعض المصلين يحضر إلى الصلاة بقميص النوم أو ملابس الرياضة وهناك من يكثر الحركة في الصلاة بدون حاجة وهم في بيوت الله وبين يديه جل في علاه .. بينما لا نسمع هذا النغمات بل ونشاهد أجمل الملابس ويُظهرون الاحترام الكامل ولا تلحظ عليهم كثرة حركة ويتصنعون البرستيج أثناء تواجدهم في منازل ومكاتب المدراء والرؤساء والأمراء!!!
والله أعلم