يواصل الكاتب محمد آل الشيخ هجماته على «الإسلاميين» كلما سنحت له الفرصة، وذلك بعد أن تأكد بأن العقاب وهم وغير موجود في ساحة الإعلام الجديد إلا في حالات خاصة لم يتجرأ هو للتطرق لها وإن كانت نفسه تهفو لمثلها، ففي برنامج تويتر يكثر من المهاترات والتجاوزات بما يحلو له وفي كل اتجاه دون رقيب ولا حسيب.
مرات ومرات وهو يطالب بتحرير المرأة وفك القيود «الدينية» – كما يُنظّر له الليبراليون – عن المرأة السعودية والسماح لها بالقيادة والسفر بدون محرم وحرية الاختلاط في جميع الميادين، ثم ما أن يلبث حتى يتهم السعوديات بالدعارة في الإمارات وانتشار هذه الرذيلة بينهن بسبب البطالة – رمى حجراً فأصابت عينه – وكي يعزز لمنهجه ويدعم أبجدياته كان لزاماً عليه شن حرب على العلماء والمشايخ تارة بالتجريح وتارة بتضعيف فكرهم وعدم صلاحيته لهذا العصر، وفي نفس الوقت لا يجد حرج في الترويج لبعض الفتاوى ومدح بعض الدعاة حين يجد ما يوافق هواه لديهم، كل ذلك حتى يغير نظرة المجتمع لهؤلاء الاجلاء، ومن ثم يسهل عليه وعلى أمثاله بث سمومهم بين الناس، ويساعدهم في ذلك وجود فراغ فكري متفاوت الدرجات بين شرائح المجتمع السعودي.
هذه المرة جاءت كما أحب وفي عقر دارهم – الصحويين – فقد تقدم المذيع عبدالله المديفر بكل تودد وتلطف بدعوة الكاتب محمد آل الشيخ للمشاركة في برنامج المديفر يوم الجمعة، فما كان من آل الشيخ إلا أن رد على المديفر بكل فضاضة وقال له “برنامجك يالمديفر (محكمة تفتيش صحوية) والمؤسف أن هذه المحكمة يمولها وليد بن طلال رمز من رموز الانفتاح في السعودية” .. هذه التغريدة ثلاثية الأبعاد فقد اجتمع فيها جبنه لعدم قدرته على المواجهة وغباؤه المكشوف ومحاولة تأليب الوليد بن طلال على مثل هذه البرامج.
وبعد هذه التغريدة تباينت ردود الأفعال ما بين مؤيد ورافض وقام بعض المغردين بنشر ردود أفعالهم مع اختلافها إلا أن أبرز الردود والتي حظيت بإعادة تغريد واسعة كانت للدكتور محمد الحضيف حيث قال “العاري .. لايخرج للضوء” وقد أصاب بكل تأكيد، فالكاتب من المرددين للحرية والرأي والرأي الأخر الذي هو أحد أهم العناصر (المزعومة) في الفكر الليبرالي، فكيف يتنصل هذا الرويبضة من ليبراليته أمام العيان، أم أنها الليبرالية المنتقاة (الحريمية) التي تغض الطرف عن بقية العناصر الليبرالية التي لا يحبذونها ومنها الرأي والرأي الأخر وحرية التعبير … الخ.
وفي تغريدة اخرى ردأ على الشيخ الدكتور عبدالمحسن الأحمد حين وصف الكاتب بأنه متقلب فكيف يطالب بحرية المرأة ثم يتهمها بالدعارة التي هي تحصيل حاصل للحرية المطلوبة، وكان من الطبيعي أن يرد آل الشيخ «الناب» كما يحلو للبعض تسميته، ويدافع عن نفسه ويتلفظ ببعض الألفاظ السوقية وهذا ليس بغريب على أمثاله، ولكن الذي ليس من الطبيعي أن تصل البجاحة في نفس هذا القزم بأن يهدد الشيخ عبدالمحسن ويقول له “فإن لم تتعظ بمألات قريبك فستلقى مالقي” . ولا أعلم هل يقصد بهذا التهديد أنه يمثل الدولة وسوف يسعى لسجن الشيخ عبدالمحسن الأحمد أم أنه يريد أن يتزعم المافيا الليبرالية السعودية التي توغلت في كل حنايا وزوايا بلادنا وأصبحت هي القوة العليا، ولن يتمكن محمد آل الشيخ وهو في الصف الثالث من الوصول للصف الثاني إلا أن يسبق السيف العدل وتزول الغمة.
والله أعلم