الكاتب / عبدالله الخليفة

قال تعالى : } اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{.

قَالَ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره مِنْ الْمُفَسِّرِينَ : إِنَّ أَرْوَاح الْأَحْيَاء وَالْأَمْوَات تَلْتَقِي فِي الْمَنَام فَتَتَعَارَف مَا شَاءَ اللَّه مِنْهَا , فَإِذَا أَرَادَ جَمِيعهَا الرُّجُوع إِلَى الْأَجْسَاد أَمْسَكَ اللَّه أَرْوَاح الْأَمْوَات عِنْده , وَأَرْسَلَ أَرْوَاح الْأَحْيَاء إِلَى أَجْسَادهَا. وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر : إِنَّ اللَّه يَقْبِض أَرْوَاح الْأَمْوَات إِذَا مَاتُوا، وَأَرْوَاح الْأَحْيَاء إِذَا نَامُوا، فَتَتَعَارَف مَا شَاءَ اللَّه أَنْ تَتَعَارَف ” فَيُمْسِك الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت وَيُرْسِل الْأُخْرَى ” أَيْ يُعِيدهَا. قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ : فَمَا رَأَتْهُ نَفْس النَّائِم وَهِيَ فِي السَّمَاء قَبْل إِرْسَالهَا إِلَى جَسَدهَا فَهِيَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَة، وَمَا رَأَتْهُ بَعْد إِرْسَالهَا وَقَبْل اِسْتِقْرَارهَا فِي جَسَدهَا تُلْقِيهَا الشَّيَاطِين، وَتُخَيِّل إِلَيْهَا الْأَبَاطِيل فَهِيَ الرُّؤْيَا الْكَاذِبَة .

وفِي قَوْله:  } اللَّه يَتَوَفَّى الْأَنْفُس حِين مَوْتهَا{. تَقْبِض الْأَرْوَاح عِنْد نِيَام النَّائِم , فَتَقْبِض رُوحه فِي مَنَامه , فَتَلْقَى الْأَرْوَاح بَعْضهَا بَعْضًا : أَرْوَاح الْمَوْتَى وَأَرْوَاح النِّيَام , فَتَلْتَقِي فَتُسَاءَل , قَالَ : فَيُخَلِّي عَنْ أَرْوَاح الْأَحْيَاء  فَتَرْجِع إِلَى أَجْسَادهَا، وَتُرِيد الْأُخْرَى أَنْ تَرْجِع، فَيَحْبِس الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْت، وَيُرْسِل الْأُخْرَى إِلَى أَجَل مُسَمًّى{.

كيف يحضر العارض أثناء النوم؟

يتعرض المريض الروحي إلى أعراض حضور للعارض أثناء النوم لأن العارض ( العين أو المس أو السحر) يصعد للرأس أثناء النوم ويسيطر على مخ الإنسان الذي هو مركز التحكم بالجسم، فيرى أحلام مفزعة وكوابيس مثل رؤية ( الجان، قطط ، سقوط من شاهق ، كلاب ، ثعابين ، حشرات ، مقابر ، بيوت مهجورة ، جمال ، تحرش وغيره) وهذا نوع من تلاعب الشياطين بالإنسان أثناء نومه.

الطريقة المثالية للتخلص من أعراض الحضور أثناء النوم :

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ قال (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على المكان كل عقدة؛ عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة. فإن توضأ انحلت عقدة. فإن صلى انحلت عقدة. فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) صحيح البخاري.

ولإبطال هذه المكيدة الشيطانية على المسلم أن يتبع الخطوات التالية:

1-أن يتوضأ قبل النوم ولو أحدث بعد ذلك فلا حرج.

2-أن يوتر قبل النوم.

3-أن يجمع كفيه ويقرأ فيهما (قل هو الله أحد) و(المعوذتين) ثم ينفث فيهما ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده بادئاً برأسه.

4-أن يقرأ آية الكرسي بتدبر وتفهم، فهي تحفظه من الشيطان حتى يصبح.

5-أن يقرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة.

6-لتسبيح ثلاثاً وثلاثين ويحمد الله ثلاثاً وثلاثين والتكبير أربعاً وثلاثين.

7-أن يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وينام على جنبه الأيمن ويقول (باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين) رواه مسلم

8-تشغيل الرقية الشرعية العامة على التكرار دون توقف وبدون سماعات أثناء النوم ويٌفضل للمحسود أن يسمع رقية الحسد على التكرار أثناء نومه وكذلك الممسوس يسمع رقية المس والمسحور يسمع رقية السحر وذلك لتحصين المكان وتحصين المريض وللاستشفاء.

9-تطبيق خطة مكة المكرمة لتحصين الغرف.

10. ثم يذكر الله حتى يغلبه النوم.

وعند الاستيقاظ يفعل ما يلي:

أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا استيقظ أحدكم فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه) صحيح مسلم.

والاستنثار : هو إخراج الماء من الأنف بعد استنشاقه والمقصود تنظيف الأنف من الداخل لأن الشيطان يحب القذارة والأوساخ وقد أثبتت دراسات طبية حديثة أن منطقة الأنف من الداخل تتكاثر فيها مستعمرات الجراثيم أثناء النوم.

ماذا تصنع في حال الفزع:

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعْرَى مِنْهَا غَيْرَ أَنِّي لا أُزَمَّلُ حَتَّى لَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلْمًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ ) رواه مسلم 2261.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:  (الرُّؤْيَا ثَلاثٌ : فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي ) صحيح سنن ابن ماجه 3154 .

ويمكن أن يستخلص الإنسان أهم الآداب المتعلقة لمن رأى ما يكره في منامه من هذين الحديثين فأهم الآداب :

1-أن يعلم أن هذا الحلم إنما هو من الشيطان ليحزن الذين آمنوا.

2-ليستعذ بالله من الشيطان الرجيم .

3-ليستعذ بالله من شر هذه الرؤيا .

4-أن ينفث عن يساره ثلاثاً.

5-أن لا يحدث بها أحداً .

6-أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه فإن كان على جنبه الأيسر تحول للأيمن والعكس بالعكس .

7-أن يقوم فيصلي .

أسباب تعثر تحصين الليل:

1.الإدهان بزيت الزيتون المنتهية صلاحيته.

2.اللبس الشفاف أو الذي يكشف جزء من الجسد أو التكشف اللاإرادي أثناء النوم.

3.تبخير الغرفة بأنواع البخور المحضرة للشياطين مثل الجاونية ولبان الذكر والنقوض.