الكاتب / عبدالله الخليفة
متى ننصح المريض الروحي بالعلاج النفسي ؟
يخلف المرض الروحي (الأصل) أعراضاً نفسية غير جيدة (فرع عن المرض الروحي) منها :
1- الحزن الشديد
2ـ الغضب الشديد
3ـ الخوف الشديد
4ـ نوبات البكاء المفاجئة
5ـ التشاؤم واليأس
6ـ سوء الظن
7ـ العدوانية
8ـ الوسوسة
9ـ الانطوائية وكره مخالطة الناس
10ـ اضطراب المزاج و اعتلاله
11ـ اضطراب النوم والفزع
12ـ ضعف الهمة والتراخي عن إنجاز الواجبات بسبب الإحباط
13ـ احتقار النفس والتفكير بالخلاص من الدنيا بأي وسيلة
14ـ عدم الشعور بلذة الدنيا التي تنشأ من العبادات أو من الأمور الجالبة للسرور
15ـ فقدان الابتسامة و الضحك ( القهقهة ) وغيرها
وإذا تأملنا الإصابة النفسية فإنا نجدها متفاوتة ما بين حالة مرضية وأخرى. فبعضها تكون سهلة، وبعضها متوسطة، وبعضها تكون صعبة وحرجة.
وهذا التفاوت يكون له أسباب :
أولاً : أسباب تتعلق بالمرض الروحي :
1ـ حسب درجة قوة المرض الروحي
2ـ حسب مدة مكوث المرض الروحي في المريض. فهناك فرق بين المريض الذي يستنكر نفسه وحاله ويلجأ لأسباب التداوي التي شرّعها الله لعباده وبين من يتهاون و يتواكل فيمتد تأثير المرض الروحي على نفسيته مع الوقت.
3ـ وحسب الطريقة والمنهج الذي اتبعه المريض في سبيل العلاج، والراقي والمعالج الذي اختاره ليشرف على حالته. فكم من مريض يكون ضحية طريقة علاجية عشوائية لا تزيده إلا غماً على غم. و كم من مقرأة جماعية خرجت مرضى نفسانيين بسبب العشوائية والفوضى والمشاهد التي لا يقوى عليها غالب السليمين من الناس فكيف بالمرضى.
ثانياً: أسباب تتعلق بالمريض الروحي نفسه :
1ـ قوة المريض الإيمانية ومدى قرب المريض من ربه والتزامه بالطاعات وسائر الأمور التعبدية.
2ـ قوة المريض النفسية، و طبائعه وسلوكياته. فهناك فرق بين مريض متشائم ينظر للأمور بنظرة سوداوية ومريض متفائل ينظر للأمور بتفاؤل وحسن ظن برب العالمين.
3ـ نمط معيشة المريض والبيئة المحيطة به.
4ـ صحة المريض البدنية وكذلك مرحلته العمرية.
ما التصرف السليم حيال الأثر النفسي الحاصل ؟
على المريض الروحي ألا يستسلم للمرض و تبعاته. ولا بد أن يسعى للعلاج المتكامل لروحه ونفسه وجسده. فالعلاج بالرقية الشرعية لا يتعارض أبداً مع العلاجات الطبية العضوية والنفسية بل إن كلاً منها مكمل للآخر داعم له في سبيل الوصول للشفاء في كثير من الحالات.
أنواع العلاج النفسي :
1ـ العلاج التوجيهي : بالنصح والوعظ والإرشاد وتصحيح الأفكار والمفاهيم ويعتمد على المريض والمعالج الموجه
2ـ العلاج الطبي : بالأدوية والعقاقير الطبية ويعتمد على المعالج بالدرجة الأولى.
3ـ العلاج السلوكي : بممارسة هواية معينة والقيام ببعض المهام والتكاليف والمسؤوليات وإنشاء العلاقات الاجتماعية الطيبة ويعتمد على الذات بالدرجة الأولى.
النوع الأول : العلاج التوجيهي
لا يستغني عنه أحدٍ سواء كان مريضاً أو سليماً. يقول جل في علاه : “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله”. وهو يتلاءم مع المرحلة الأولى من مراحل المرض الروحي وهي مرحلة ما قبل الإصابة وكما أنه مناسب جداً للمرحلة الثانية وهي مرحلة أثناء الإصابة بالمرض الروحي.
وهو أنفع ما يكون للمريض المقبل على العلاج بالرقية والذي يكون في أول مشواره العلاجي. فكما أننا بحاجة لتنظيف التربة من الطفيليات والحشرات والحشائش التي تبدو ظاهرياً نافعة وهي في أصلها ضارة لنحصل على تربة خصبة صالحة للزراعة ومن ثم نجني الثمار الطيبة. فإن المريض الروحي بحاجة لأن يتخلص من كل ما من شأنه أن يعرقل نجاح خطواته العلاجية. ولا شك أن المريض الذي يبدأ بحسن ظن وتفاؤل وبمعنويات مرتفعة، ليس كمن يبدأ وهو مسيء الظن، متشائم محبط المعنويات. كما أن التوجيه والوعظ والنصح أمر لا يستغني عنه المريض طوال فترة رحلته العلاجية. فكم من كلمةٍ طيبةٍ غرست البسمة في وجه حزين، و كم من مجلس نصحٍ وإرشاد كان كغيث على قلبٍ أرهقه الجفاء.
النوع الثاني : وهو العلاج الطبي :
نجد أن تدخل الأدوية والعقاقير يكون ضرورة ملحة في بعض الحالات النفسية التي قد وصلت لمرحلة حرجة صعبة إما لقوة المرض الروحي وإما لتراكم المعاناة النفسية وازدياد حدتها وقوتها وأعراضها مع توالي الشهور والسنين. ولأن لكل مجال مختص به، فإن هذه العلاجات والعقاقير لا تصرف إلا من قبل الطبيب النفسي. و على المريض المتابعة المستمرة مع الطبيب حتى تتحسن حالته ويترك هذه العقاقير.
ـ ومن العلاجات الناجحة والتي جربت من قبل مرضى المنتدى دواء الـ ( good mood القود موود ) وتعني المزاج الجيد أو الحسن ومكونة من الأعشاب الطبيعية النافعة من بينها عشبة حشيشة القلب التي تساعد على تحسن المزاج والتخلص من الكآبة و الحزن.
– أيضا من العلاجات الآمنة ( cipralex )
من فوائده :
1ـ يقلل التشاؤم
2ـ طارد للأحلام المزعجة
3ـ يذهب الحزن
4ـ يخفف النوم الطويل
5ـ يطرد التخيلات
6ـ مفرح وباعث على عودة طاقة الإنسان
7ـ عودة القوة الداخلية للمريض
النوع الثالث : وهو العلاج السلوكي :
فهو مطلوب في كل الأحوال، و لكنه مهم و ضروري جداً في المرحلة الرابعة عند وصول المريض مرحلة الشفاء وما بعد المرض الروحي , لأن المرض الروحي يكون قد كبّل المريض وحبسه عن مزاولة الحياة الطبيعية وممارسة الهوايات الطيبة النافعة وعمارة الأرض بما يرضي الله عز وجل، فنجده قد تعود على سلوكيات و أفكار سلبية معينة.
و من رحمة الله أنه يختزل للمريض طاقاته ومواهبه. وإذا ما واصل المريض رحلته العلاجية حتى نهاية مطافها بنجاح، فإنا نجده ينطلق انطلاقة مشرقة قوية. وهنا لا بد أن يوجه المريض والمعالج هذه الانطلاقة نحو دروب الخير التي ترضي الله وهذا من شكر النعمة.
طريقة العلاج للحالات المرضية المختلفة :
1ـ الحالة الصعبة ( المرحلة حرجة ) : يبدأ المريض بالعلاج النفسي أولاً أي يبدأ بعلاج الفرع ثم الأصل (الروحي). ثم بعد مرحلة من التحسن والهدوء يقوم بالجمع بين العلاج النفسي والعلاج بالرقية لعلاج الأصل و الفرع معا.
2ـ الحالة المتوسطة : يقوم بالجمع بين العلاج النفسي الذي يناسب حالته و بين الرقية الشرعية معاً.
3ـ الحالة السهلة : يستعن بالله و يعالج الأصل ويبدأ بالرقية مع عدم الغفلة عن أهمية العلاج التوجيهي وما له من أثر على النفس. ومن المبشرات أن الرقية تساهم في تحسن الحالة النفسية، كيف لا و هو كتاب الله الذي به تطمئن القلوب.
ثمرات العلاج النفسي :
1ـ القضاء على نواقض التحصين وهي : الغضب الشديد، الحزن الشديد، الخوف الشديد وغيرها و بالتالي:
الاستفادة من الخطط العلاجية
عدم الانتكاسة إما بالتراجع للخلف أو بتجديد السحر أو العين أو المس .
2ـ إغلاق ثغرة بوابة المرض الروحي وحماية الجسم من الاختراق والكثير من الجان اعترف أنه لم يستطع اختراق جسم المريض إلا بعد اضطرابه نفسياً بشدة كالغضب الشديد.
3ـ توفير الأرض الخصبة للمعالجة فالروح المعنوية العالية سبب لنجاح أي أمر .
4ـ النية ونقصد بها أن المريض بحاجة لتطبيق النية الصحيحة فلا بد من التيقن القوي بأن الله هو الشافي وأن كتابه الكريم هو العلاج للمرض الروحي فمن المرضى من يتيقن بلسانه، وقلبه مريض بالإحباط واليأس فنخشى عليه من قوله تعالى : ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا…).
5ـ تحقق القوة الداخلية : فبعض المرضى ضعيف داخليا لدرجة أنه يرى مرضه الروحي البسيط كالجبل نظراً لضعفه.
6ـ العناية بالعلاج النفسي تجعل المريض يشرق وينطلق ويصبح إيجابياً بعد الشفاء وزوال المرض الروحي.
تبعات إهمال العلاج النفسي :
الرواسب الداخلية والمرض النفسي من أكبر أسباب تأخر الشفاء.
عدم الاستجابة للعلاجات
الانتكاسة وتجدد المرض الروحي
التراجع بعد شوط مكلل بالنجاح.
عدم الانطلاقة القوية والمشرقة في حال أراد الله للمريض الشفاء، فنجد المريض حتى بعد شفائه محبط مهزوم معنوياً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير، وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كلٍّ خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تَعْجَز .. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَّر الله، وما شاء فعل، فإن لَوْ تفتح عمل الشيطان ) رواه مسلم.
كما لا ننسى التلبينة والعصفر، فهي من الهدي النبوي. ولها أثر في جبر القلوب الكسيرة وتحسين الحالة النفسية.
عبدالله الخليفة