الكاتب / الشيخ عبدالعزيز بن باز
ما معنى قول الرسول لا يرقون ولا يتطيرون
السؤال:هذا سائل – فضيلة الشيخ – يستفسر عن معنى حديث: قال رسول الله ﷺ للصحابة للصحابة: ما الذي تخوضون فيه فأخبروه عن أولئك الناس، فقال : هم أولئك الذين لايرقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون؟
الجواب:
هذا جاء في حديث السبعين أنه ﷺ أخبر أصحابه أنه عرضت عليه أمته, وكان فيهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فخاض الناس في أولئك من هم؟ لما حدث بهذا الحديث وقام -عليه الصلاة والسلام- خاضوا، فقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام، وقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله ﷺ، يعني من الصغر ولم يكفروا، وخاضوا في غير هذا، ثم خرج عليهم ﷺ وقال: ما كنتم تخوضون فيه؟ سألهم عما كانوا يخوضون فيه فأخبروه، فقال: هم الذين لا يسترقون, ولا يتطيرون, ولا يكتوون, وعلى ربهم يتوكلون، هذه من صفاتهم مع تقواهم لله وإيمانهم بالله واستقامتهم على دينه، هم مع هذا لا يسترقون, يعني لا يسألون الناس أن يرقوهم، ولا يتطيرون، الطيرة التشاؤم بالمرئيات والمسموعات هذه الطيرة، ما أمضاك وردك بسبب التشاؤم، ولا يكتوون، يعني إذا مرضوا ما يكتوون, وعلى ربهم يتوكلون، هذه من صفاتهم العظيمة ولكن يجوز الكي، الرسول ﷺ رخص في الكي، ويجوز الاسترقاء الرسول رخص في الاسترقاء أيضاً، لعائشة وأم أولاد جعفر لا حرج في الاسترقاء، كونه يطلب من يرقيه لا حرج لكن تركه أفضل إذا تيسر دواء آخر غير الاسترقاء أفضل، وهكذا الكي لا بأس به عند الحاجة إليه، لقوله ﷺ: الشفاء في ثلاث: كية نار، أو شرطة محجم، أو شربة عسل، وما أحب أن أكتوي.
أما الطيرة لا تجوز أبداً فهي محرمة؛ لأنها تشاؤم لا يجوز، أما رواية لا يرقون، فهي راوية ضعيفة رواها مسلم ولكنها ضعيفة غلط من بعض الرواة، لا يرقون، فإن رقية الإنسان لأخيه مطلوبة، كونك ترقي أخيك هذا مشروع، النبي- عليه الصلاة والسلام- قال: لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا، وقد رقى النبي ﷺ بعض أصحابه، ورقي -عليه الصلاة والسلام- رقته عائشة -رضي الله عنها- لما مرض, والصحابة رقى بعضهم بعضا لا بأس بالرقية, أما الاسترقاء وهو أن يقول اقرأ يا فلان هذا تركه أفضل إلا عند الحاجة، عند الحاجة إذا احتاج للاسترقاء لا حرج، لقوله لعائشة: استرقي، ولقوله أم لأولاد جعفر: استرقي فلا حرج في ذلك، أما الاستاء فتركه أفضل؛ لأنه سؤال للناس وشحاذة وتركه أفضل، فإن دعت الحاجة إليه كالكي، إذا دعت الحاجة إليه لا بأس، لا بأس أن يقول يا فلان اقرأ علي جزاك الله خير، أو يذهب إلى الراقي ليقرأ عليه لا بأس، أو يكوي عند الحاجة إذا ظن أن الكي مفيد في هذا الشيء، فلا بأس