الكاتب / عارف بن محمد الشميري
🔹علم الرقى الشرعية والأمراض الشيطانية علم واسع وغزير ومتشعب كغيره من علوم ابطب الأخرى إن لم يكن أوسع ، إضافة إلى أن التصدر له يحوي مخاطر كثيرة ، ومسئولية كبيرة ، ولا يتصور أن ينال هذا العلم بمجرد القراءة وبكثرة الإطلاع والمتابعة عن بُعد ، أو بمجرد الإلتحاق بالدورات التدريبية والتكونية النظرية التي تدار عبر الإنترنت وعبر وسائل التواصل ، وللأسف أن أكثر من تصدر لهذا المجال هم العوام وقليلي العلم والخبرة ولم يأخذونه من مصادر مؤتمنه أو موثوقة وقبل أن يتشبعوا بالعلم الشرعي الذي لا غنى عنه في هذا المجال .
🔹 ويجب على من أحب التصدر لهذا العمل الجليل أن تكون غايته أولاً وآخراً منفعة المسلمين وخدمتهم والذود عنهم من ظلم السحرة والشياطين ، ورفع معاناتهم وتوجيههم إلى الطرق العلاجية الشرعية، والتصدي للسحرة والشياطين وفضح أعمالهم وتوعية الناس بشرهم وخطرهم ، لا أن تكون غايته ماديه بحته ، فهذا العمل رساله سامية وعمل جليل يتطلب الإخلاص والمصداقية والأمانة ، ويجب أن يسلك من أحب التصدر له الطرق الصحيحة وأن يبذل الأسباب لنيل هذا العلم ويجتهد كما يجتهد طلاب العلوم الأخرى ، قبل أن يقحم نفسه إقحاماً فيه دون علم أو خبرة أو دراية فيفسد أكثر مما يصلح.
🔹وحتى لا يصبح ضحيةً من ضحايا الشياطين والسحرة ، “وما أكثر ما رأينا من صرعى الجن الشياطين ممن إستهانوا بخطورة التصدر للرقية الشرعية ” ، حين تصدروا للرقية مع ضعف عقيدتهم أو ديانتهم ومع قلة خبرتهم بخطر وبطرق وأساليب ومداخل وحيل وقدرات الشياطين على الإنتقام ، ومع جهلهم بطرق التحصن و إهمالهم لجانب الوقاية والتحرز ، حتى أنتقمت منهم الشياطين والسحرة و كثير منهم قد فقدوا عقولهم ومنهم من أصبح مريضاً يتنقل بين الرقاة وأعرف منهم الكثير بعدما أقتحموا هذا المجال بجهل.
🔹وحتى لا ينحرف عن المسار بإستدراج الشياطين له، وحتى لايقع في الشركيات ويتجاوز الضوابط والمعايير والمحاظير الشرعية ويتحول إلى مشعوذ هو لايدرك.
🔹وحتى لا يكون سبباً في تضليل المرضى وتشتيتهم في التشخيص وفي طرق العلاج وإغراقهم في مزيد من الوهم والتخبط وتكريس معاناتهم .
🔹وحتى لا يكون أضحوكة للشياطين بجهله وقلة علمه وخبرته وتعاطيه معهم، فيعمدون إلى تضليله وتهويل المرض عليه ويعددون له أسباب وهمية لاصحة لها، فيبني علاجه وتتشخيصه وفق ماتقوله وتتظاهر به وتدعيه.
💠 ومن أراد التصدر للرقية ، فعليه أن يسلك الطرق الصحيحة ليكون مؤهلاً لذلك بجدارة وٱقتدار :
▫️أن يصحح نيته ، فلا يصلح الله عملاً ولا يوفقه فيه إلا بصلاح النية، وأن يكون غرضه من التصدر لهذا المجال هو منفعة الناس ودعوتهم إلى التوحيد والإلتزام والاستقامة والرجوع إلى الله والتوبة إلى الله وتحليل الحلال وتحريم الحرام والتحلل من المظالم ، ومحاربة السحر والسحرة والشياطين والتحذير منهم وتبصير الناس بمداخلهم، وتخليص الناس من أمراضهم الشيطانية.
🔵 وكي يصبح طالب العلم راقياً بجدارة يجب عليه أن يسلك الطرق الآتية :
▫️ينبغي أن يدرس كمرحلة أولى القرآن وعلومه بحيث يجيد قراءة القرآن بطريقة سليمة بعيدة عن اللحن الجلي، وأن يدرس أساسيات العقيدة الصحيحة والتوحيد ومايناقضه من الشركيات حتى يتشبع ويتسلح بالعقيدة الصحيحة وبالتوحيد ، ويدرس الأولويات من السنة الصحيحة وعلم الحديث ليفرق بين السنة والبدعة ويدرس مايحتاجه من الفقه والسيرة وغير ذلك العلوم التي يحتاجها في مسيرته.
▫️ثم ينتقل كمرحلة ثانية ليدرس علم الرقى بالأستقراء والبحث والإطلاع للكتب والأبحاث لأهل العلم والخبرة في ذات المجال، وليستفيد منها “كمجموعة كتب الموسوعة للرقى الشرعية للشيخ أبي أسامه المعاني” والمواقع والصفحات الموثوقة عبر الإنترنت للعلماء المشائخ المبرزين كموقع الرقية للشيخ خالد الحبشي ، ويمكنه متابعة صفحتنا المتواضعة وقناتنا على التلجرام ومتابعة أبحاثنا في ذات المجال وغيرها من المواقع.
▫️ثم يتتلمذ على أيدي المشائخ أهل الخبرة المعروفين بسلامة معتقدهم ومنهجهم وطرقهم ويلازمهم ليتعلم منهم علم الأمراض الروحية وأنواعها وطرق العلاج والتشخيص نظرياً وتطبيقياً تحت نظهرهم وإشرافهم ومتابعتهم حتى يجيزوه لممارسة العمل.
كتبه / عارف بن محمد الشميري
مدير مركز الإستشفاء بالقرآن الكريم والرقى الشرعية – اليمن صنعاء
