الكاتب / عارف بن محمد الشميري
🔹ليس في الرقية تفجير أو نسف أوتدمير للعقد ، فهذه تصورات ومصطلحات مجازية وضعها بعض الرقاة وفقهم الله للتعبير عن أثر الرقية على تلك العقد.
🔹فهناك عقد بالفعل يعقدها الشيطان على جسد المسحور والمعيون والممسوس في أماكن مختلفه من جسده ، بطريقة غيبية مجهولة.
🟣 وقد ثبت في السنة ذكر مقدرة الشيطان على ربط العقد ، فقد ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).
▫️وقد اختلف في هذه العقد ، قال الحافظ ابن حجر : فقيل: هو على الحقيقة وأنه كما يعقد الساحر من يسحره فيأخذ الخيط فيعقد عليه عقدًا وهو يتكلم عليه بالسحر فيتأثر المسحور بذلك، ومنه قوله تعالى: { ومن شر النفاثات في العقد } [الفلق: 4].
▫️والحديث فيه دلالة على إمكانية عقد الشيطان ، وعلى أثر تلك العقد والغرض منها وكيفية ابطاله بالذكر.
▫️وقال ابن خلدون رحمه الله في مقدمته: (ورأينا بالعين من يصور صورة الشخص المسحور بخواص أشياء مقابلة لما نواه وحاوله موجودة بالمسحور وأمثال تلك المعاني من أسماء وصفات في التأليف والتفريق ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها مقام الشخص المسحور عينا أو معنى، ثم ينفث من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك استشعارًا للعزيمة بالعزم ولتلك البينة والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه الخارج من فيه بالنفث فتنزل عنها أرواح خبيثة ويقع عن ذلك بالمسحور ما يحاوله الساحر). أ. هـ
▫️ومن الأدلة الواقعية، أن المصاب يحس ويشعر بأثرها ، وتشير إليها الرسومات والدمى التي يعقدها السحرة حيث وجدنا أنهم يضعون عليها علامات خطية أو بالدبابس والمسامير والأمواس والأقفال، ويقعدون على الخيوط والشعر وغير ذلك ، فيعقد الساحر وينفث على كل عقده من نفسه الخبيثة طالبا من خادم السحر تنفيذ المراد منها، والغرض منها هو تعطيل ذلك العضو أو إتلافه أو ربطه أو أعاقته.
🟣 والرقية لابد أن تكون بنية الشفاء وإبطال ماصنعه الشياطين والسحرة بإذن الله ، بماشاء الله تعالى وكيفما شاء.
🔹ولا يحصل ذلك إلا بتكثيف جلسات الرقية مع تدليك الموضع المتضرر بزيت الزيتون والحبة السوداء المقروء فيه مع الرقية والنفث عليها ، وتكرار ذلك بشكل يومي حتى يأذن الله بحلها وحل السحر بشكل عام .
🔹والسحر يبطل وتحل عقدة بإذن الله بالتدريج والمتابعة والإستمرار والمواصلة على تكثيف جلسات الرقية بالشكل المطلوب المتناسب مع حجم المرض ومدته ومدى تسلطه واذيته وحرصه على إلحاق الضرر وتجديد السحر والعقد ، وعدم ترك فرصه للشيطان للإستراحة ليتمكن من تجديد عقده.
🔴 أما من تهاون وأسترسل وأهمل لمرضه ، ولم يفعل بالأسباب المطلوبة المتناسبة مع حجم المرض وقوته ، ولم يكن جهده في الرقية أعلى بكثير من مستوى تأثير المرض ، فإن الشيطان يتمكن منه ويظل مسيطراً ومهيمناً عليه ويذيقه أصناف الغذاب في ليله ونهاره ، لأن جهده لم يرتقي إلى مستوى الحدث ، ولذلك ننصح بتكثيف جلسات الرقية بالمستوى المطلوب الذي يؤدي إلى إخضاع الشيطان وإضعافه وإبطال عقده بشكل مستمر حتى الوصول إلى طرده بإذن الله.
كتبه / عارف بن محمد الشميري
مدير مركز الإستشفاء بالقرآن الكريم والرقى الشرعية
اليمن – صنعاء