هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، ولكنهم لايهتمون لأمرنا ولا يبالون بحالنا ، ألهتهم أموالهم (من جيوبنا) عنا وغرهم طمعهم بما تبقى لدينا ، فجلبوا خبراء تسويق ومدلسي أسعار من أصحاب البدل والكرفتات ، دفعوا لهم الرواتب الضخمة والعلاوات المغرية ونسبة من الأرباح حتى يتمكنوا من سحب أخر هللات ندخرها ليوم عصيب .. إنهم التجار ولا شك!.
لا أعتقد أنني سأجد من يختلف معي بأن الكثير من رجال الأعمال السعوديين لا يتمتعون بالحس الوطني المطلوب ، والأدلة كثيرة منها تتابع هجرة رؤوس الأموال السعودية لدول أخرى وتهديد الباقي باللحاق بهم عند أي ضغط حكومي كمحاربة الاحتكار وغلاء الأسعار ، ودليل أخر أنهم لا يراعون بطالة أبناء بلدهم مقابل توظيف كل صاحب بدله وكرفته.
التجار لا يوجد لديهم سقف لرفع الأسعار حتى لو جاع الكبار والصغار وهلك المواطن ، ولا تعجبهم قرارات وزارة التجارة ولا يعترفون بحماية المستهلك وقد وصل بهم الحال أن يقاضوا وزارة العمل ويرفعون تظلماتهم لخادم الحرمين الشريفين بعد قرار رفع تكلفة العامل الوافد ، وقبل ذلك لم يستجيبوا لنسب السعودة المفروضة ولم يرضخوا لبرنامج نطاقات ولا لأي برنامج يصدر من وزارة العمل.
قبل ما يقارب الشهر نُشر خبر عن انخفاض أسعار الأعلاف 10% وارتفاع أسعار السلع والخدمات 5% فما هي حجتهم بعد ذلك ، ولماذا ترتفع أسعار اللحوم المثلجة المستوردة وهي لم تذق أعلافنا ولا تدري عن زيادة أو انخفاض أسعارها! ، وعلى نفس الوزن والقافية نرى من يبرر ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية ، والسؤال لماذا يكون ارتفاع الأسعار لجميع السلع والخدمات أو أكثرها مع أن أكثرها لم يتأثر بارتفاع المواد الاساسية ، وهل الأراضي والعقار لها علاقة بالأعلاف أو بالمواد الأساسية أم أنه طمع التجار الكبار قبل الصغار.
أحد الفنادق الخمس نجوم الشهيرة في المملكة كانت أسعاره مقاربة لأسعار الفنادق التي في نفس المدينة ومنخفضة نسبياً مقارنة مع فنادق المدن الكبيرة الأخرى ، فما أن وصلتهم هذه المعلومة حتى تغيرت أسعارهم بين عشية وضحاها بعد موافقة الإدارة والمالك بدون تردد ولا استثناء ، إلا أن الاستثناء كان في الجنسيات فلم يكن منهم سعودي إلا المالك ومدير الموارد البشرية!! ولو سألتهم عن سبب رفع أسعارهم فسوف يكون الرد بالتأكيد ارتفاع أسعار المواد الأساسية! وليس المنافسة وطمع التجار.
رفعت شركة المراعي أسعار بعض منتجاتها مرتين متتاليتين بدون تخوف من المقاطعة ولا من الرقابة ، وبعد أن أجبرتهم وزارة التجارة – مشكورة – على العودة للسعر السابق أذعنت المراعي ولم تقدم التماس يثبت سبب رفعها للسعر ، وهذا يدل على أن رفع الأسعار رغبة في زيادة الأرباح للملاك وزيادة البونص للمديرين أصحاب البدل والكرفتات.
نكزة : طوني وظف سميح وفريال ، وعبدالعال اشترى تأشيرة لأبن عمه مدحت وواحدة أخرى لكمال – والقافلة تسير والسعودي ينبح! – لا أعتقد أننا سوف نستغني عن طوني وعبدالعال ونوظف بدر وسعود وطلال .. لأنه حلم بعيد المنال مادام التجار لا يثقون إلا بطوني وعبدالعال والتوظيف لا يتم إلا في السهرات التي ترتبها فريال !.
والله أعلم
https://twitter.com/SultanShehri
