أنا أستغرب الهجوم الأخير الذي حدث ضد الرقاة وحتى نجيب بشكل مفصّل دعونا نرجع إلى الماضي ؛ أذكر في الزمن الماضي كانت الناس للأسف تمجِّد الرقاة والآن حدث العكس ويفترض أن الإنسان يكون وسط فالرقاة بشر ، والبشر يُخطيء ويصيب والإنسان مسؤول عن تصرفاته . والرقاة المخطيء منهم مسؤول عن تصرفاته سواء كان صالح أو طالح ، فالسارق تقطع يده وليس بالضرورة أن نقول هو مسلم أو كافر فالسارق سارق ، يعني أنه مجرم ، وكذلك هذا الأمر ليس له علاقة بأن تنسب مثل هذه الأشياء مثلاً للراقي وهو المخطيء وغيره لا يخطيء أو نضخم بشكل بسيط أو غيره .
دعونا نسترجع الماضي قليلاً ؛ في الماضي كان في زمن مضى تمجيد الرقاة ، فظهر رقاة مجَّدوهم الناس ، وحتى الإنسان عندما يكون تحت المجهر أي خطأ بسيط جداً منه يعظِّمونه الناس ، فالناس يريدون القدوة لهم لايخطيء وهذا صعب جداً .
صحيح أن الشخص مطالب أن يكون قدوة أمام الناس ، يهتم بمظهره ، يهتم بسمته ، بكلمته ، يهتم ويحسب كل صغير وكبير يخرج أو يصدر منه ، يكون قدوة حتى يدعو الناس إلى الله دعوة صالحة .
لكن حينما يكون الإنسان تحت المجهر وبدر منه أي خطأ بسيط فإن الناس لا تحسن الظن في بعض الأوقات وقد يكون له أعداء يفرحون بهذا الشيء ، والأعداء موجودون سواء من الإنس أو من الجن خصوصاً الراقي . فالراقي ليس كالطبيب وغيره فأعداؤه من الجن أكثر من الإنس فيفرحون بهذا الشيء ويضخِّمون هذا الأمر ، والخطأ أحياناً هو ما يثبت بشرية الناس عامّة ، قد يرتكب الشخص أخطاء – ولا أحد يسلم من الأخطاء والناس ليست معصومة- لكن نظرتنا للمخطيء كيف تكون ؟ أين المناصحة والنصيحة ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) ؟.
حتى أن الإنسان عندما يكون ظالم آتي وأنصحه وأمنعه من الشر وعلى العكس الآن الناس إما شامت أو يطالبون ، وبماذا يطالبون ؟
يطالبون بإيقاف الرقاة ، ويطالبون بأن يكون شيخ ، ويطالبون بأن يفتح مراكز ، ويطالبون بأن يمتحنون ، والمطالبات هذه موجودة من قدم الزمان .
أذكر مرة أُذيع برنامج إذاعي تكلّم عن موضوع معيّن فتحول هذا الموضوع مباشرة إلى هجمة ضد الرقاة وتكرر هذا البرنامج من خمس سنوات إلى هذا اليوم وهم يفتحون موضوع بعيد ثم يقومون بالتكلم ضد الرقاة . ودخل معهم تقريباً قبل سنتين مفسِّر أحلام ليهاجمونهم ويطالبون بأن مفسر الأحلام لابدّ أن يحاسب وغيرها من الأمور . وسنتكلم بإذن الله عن الأسباب التي دعت الناس لانتقاد هاتين الفئتين من المجتمع .
بلا شك الصالح منهم له دور عظيم جداً في إصلاح الناس ولا شكّ أن التحامه واختلاطه بالناس ، استقبال اتصالات ، يدخل بين الناس ، تحبه كبيرة السن والشايب والعجوز وكذلك قد يوجِّه نصائح مثلاً لفتاة مراهقة أو شاب مراهق قد يكون يتكتم على أهله فيكون هذا الرجل محايد بالنسبة له فيكون مستشار أمين أكثر من المستشار العادي الذي درس وتخصص في هذا المجال وقد يفتح الله عليه أكثر من هذا الأمر .
أذكر مرة من المرات بعدما أُذيعت حلقة لاحظت أن المتصلين هم نفسهم ، حتى أن كثير من الناس يقولون اتصلنا عليهم مايردون فأنا لا أدري ما الهدف ؟!
جلست في مجلس فيه تقريباً عشرة أشخاص متعددي المناطق فسألتهم : كل واحد يعرف راقي فهل الرقاة الذين تعرفونهم بدرت منهم أخطاء كالتي وردت في البرنامج ؟
قال أحدهم : لا ؛ أنا أعرف فلان ماشاء الله معروف ولازال إلى يومنا .
قال آخر: أنا أعرف من المنطقة الشمالية ولا أحد قال عنه شيء .
قال آخر: أنا أعرف من خارج السعودية نفس الحكاية .
وماهي النتيجة من هذا الاستفتاء ؟
أن الغالب على الرقاة هو جانب الصلاح .
ويبقى لنا تساؤل :
لماذا الناس تُظهر الشيء السلبي ؟
هذا بسبب عدّة أمور أهمها بالنقاط التالية:
1- الإعلام الموجّه:
أحياناً يكون هناك برنامج أو قناة فضائية أو إذاعة مثلاً لها هدف معين فيكون من ضمن مناهجها مثلاً أن تنتقد فئة معينة من الناس وتُرحِّب بفئة وتُظهرها للناس بصورة إيجابية . يأتون بشيخ يفتي لكنه قد ينقاد وهو لا يعلم أو قد يعلم أنهُ يترك فتاوى المواضيع الفقهية والعقيدة وغيره من الأشياء التي تهم الناس ويتجه ليجيب عن التساؤلات التي يريدونها هم :ما رأيك في الشيء الفلاني أو الشيء الفلاني ؟
فيتكلم عن هذا الأمر وهو لا يعلم .
فالإعلام الموجّه أحياناً يُقاد قيادة غير نزيهة بهذا المجال من ناحية أنه يُلمّع فلان ويحبط أو يثبط فلان ، أو يكون هذا صاحب القناة أو المذيع أو المعدّ يصعد على أكتاف الآخرين الناجحين وهذا يعتبر فشل ونقص فيه أساساً .
2- الدعاة الجمهوريين:
– واسمحوا لي على هذه الكلمة، لكن هناك فئة معينة أصبحوا جمهوريين وهم الذين يهتمون بموضوع المركز الأول ، سواء بعدد الاتصالات ، أكثر المطالعين للبرنامج ، أكثر المطلعين على صفحة الفيس بوك ، الفاكسات مثلاً عددها أكثر من عشرة آلاف في برنامج واحد ولا نستطيع الإجابة عليها ، الذين يتكلمون عن أنفسهم بطريقة أنهم يقولون كأنه الأول في الدنيا هو الذي يتبعه الناس ، يسمعون كلامه فلا شك أن هذا الشخص وهذه الشخصية تكره أي شخص آخر يقوم بنفس الطريقة بدون دعاية .
فبعض الناس يضع قناة فضائية ويضع من الأسباب وغيره ويُمجّد نفسه ويُلمّع نفسه ويذهب في كل اتجاه ويظهر بكل مكان حتى يصل لهذا المستوى ، وأنا لا أعمم؛ هناك ناس نحسبهم والله حسيبهم في هذا المجال بنفس الطريقة لكن نعرف أنهم يخلصون النية.
وظهر كذلك طائفة تُحسب عليهم للأسف الشديد فحينما يخرج إنسان بهذه الطريقة يغار ويغضب لماذا فلان لم يفعل وأنا تعبت وفعلت وهذا يخرج بهذه اللحظة فيبدأ يصب جام غضبه عليه بطريقة قد تكون نظامية فيتكلم عن أخطائه ، ويجمع أخطأه ، مثل الرئيس والمرؤوس في دائرة حكومية ، إذا غضب الرئيس أحياناً ماذا يفعلون ؟
لا يقول أنا غضبت عليك لماذا لم تأت بالأمس أو شيء خارج العمل !
بل يقول أنت غبت قبل 3 سنوات ويبدأ يجمّع سلبياته فيجد شيء ، لكنه بنفس الطريقة حينما ينتقد فإنه ينتقد بطريقة غير بنّاءه ، ينتقد بطريقة ذاتية ولكنه يُدخل نظام حُجج أو أخطاء أو اسقاطات ضمن كلامه .
3- تضخيم الأخطاء:
هناك طائفة أيضاً يحاولون أن يضخِّمون خطأ الملتزم أما خطأ غير الملتزم فشيء عادي ولابد أن يؤخذ بالنصح والرحمة والمؤاخاة بينما الملتزم يشنون جام غضبهم عليه ، وكلنا ملتزمين سواء ملتحي أو غير ملتحي (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) وليس لنا علاقة بكلام الناس الذين يقولون هذا مخطئ لأنهُ قدوة ، كذلك الإنسان عندما يكون دكتور ملتزم فإنه قدوة . فلا أدري لماذا النظرة هذه للناس يحاولون أن يقنعوا الناس بهذه الطرق حتى يتمكنون بطريقة أخرى من عزل الناس ، هذا يعتبر له كلمة مادام أنه يقيِّم أكيد أنه إنسان أكمل .
4- الكلام عن الشاذ من الرقاة وتهميش الصالح :
دائماً لو بدر خطأ من راقي فإن الناس يعممون هذا الخطأ ويتركون المحاسن . وسبق أن كتبت في المنتدى مقال عن ذلك الراقي الذي يذهب إلى أقسام الطوارئ ، ذلك الراقي الذي يدور في المستشفى ، ذلك الراقي الذي يخصص يوم لمرضى السرطان يقرأ عليهم ، ذلك الراقي الذي ترك بابه مفتوح لعامة الناس ، ذلك الراقي الذي جعل وقف لله عزّ وجلّ وسيلة كمنتدى كموقع حتى يستقبل الناس ، يعالج الناس ، يعلِّم ، يتصدى للناس في هذا المجال ، ذلك الراقي الذي أفنى وقته وعمره وصحته وحتى أنّه قصّر في أشياء كثيرة من أجل خدمة المرضى ، مازال فيه رقاة ترجع لهم عامة الناس سواءً كبار الناس أو كما يسميها الناس كبار المسؤولين مثلاً ودعنا نسميهم كما تصنف في المجتمع كبار الشخصيات يرجعون بعد الله عز وجل للراقي .
يجدون واحد ، اثنين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة ، ستة ، سبعة ، إذاً هؤلاء السبعة لماذا لا يقال عن أحدهم فلان فيه خير ؟ البلد فيه خير؟
(من قال هلك الناس فهو أهلكهم) للأسف أننا نسمع مثل الأحاديث هذه وشروحها من زمان من بعض المشائخ ، ولأنهم الآن اختلفوا واختلفت مناهجهم فأصبحوا يعممون الهجوم على الناس – وأنا أتمنى ألا نصل لمرحلة نتهمهم باتباع الهوى – على الرغم أنه أتانا كلام عام – وأنا راقي ضمن رقاة – حتى لو تكلّم فيّ أحد مباشر أو غير مباشر فأنا لست إلا راقي ضمن رقاة أو مثلاً (قعود من حزب) فبالتالي الإنسان لابدّ أن يكون صف يدافع وله حق الدفاع عن نفسه .
يظهرون في قناة فضائية ويتكلمون عن الرقاة ولا يفتحون المجال للمتصلين ، طيب اتركوا الناس تتكلم واتركوا الرقاة يسكتون لتتضح الحقيقة ؛ دع الناس تتكلم هل فعلاً هناك أمراض روحية ؟ هل هناك سحر أو مس أو عين ؟ وأنا أقصد الاتصالات التي خارج البرنامج تكون غير مقننة ، بعض الناس يقول: يافلان كلّم ويا فلان كلّم ويقفلون الخط . أحياناً قد يكون فيه برامج مباشرة في الاستديو مثلاً عندهم يستقبلون اتصالات أذكر واحد أعرفه شخصياً يقول: أنا ظهرت في أحد القنوات وطُلب مني أن أجيب على بعض الأسئلة كان من ضمن المتصلين واحد أنا متفق معه مسبقاً في البيت ليسألني السؤال الفلاني وكنت محضِّر إجابة من البيت ، يعني من قبل آتي الاستديو ، طبعاً اتصل وجاوب فعلاً أمام الناس على أنه ماشاء الله عليه لديه معلومات وأنه كذا وكذا ، وهو محضِّر الكلام من قبل . ومستعد أعطيكم اسم البرنامج واسم القناة وحتى اسم الضيوف إن أحببتم .
5- الأطباء النفسيين وبحثهم عن ذواتهم :
صحيح قد يكون هناك حق مشروع في التنافس لكن هناك خطوط حمراء يُفترض ألا يتجاوزها ، فأن أظهر في كل مكان وأثرثر وأمدح نفسي وأعطي دعايات لعيادتي في كل قناة فضائية وأظهر في كل اتجاه وتخطيء الناس وكذلك الإحصائيات الغير دقيقة التي تُنشر أن 90% من سكان المملكة مصابين بمرض نفسي . ومثلاً بعض الكلام الذي يُطلق وقد يكون غير صحيح من ضمنه أن أحدهم ذكر أن أبو حامد الغزالي مصاب باكتئاب وكأنه جاءه للعيادة ، أيضاً من تكلم بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى أنه أدخل أناس أموات في عيادته وحلل شخصياتهم وغير هذا هم دائماً يأتون ولا يوجد أحد يدخل عندهم فيقولون: أنت سليم ولا تحتاج علاج نفسي . بل عندهم أخطاء كذلك ومع ذلك هم من يهاجم الرقاة .
ولا أدري مادخل الطب النفسي بالرقية وحتى بعض الناس يقول:
( دورة تدريبية في معالجة الأمراض النفسية) ويتكلمون أن السحر والمس والعين مرض نفسي وهذا أكبر خطأ وأكبر جهل ، متى عرفنا الأمراض النفسية إلا عن قريب ؟! ، أما الأمراض الروحية موجودة في كتاب الله عز وجل وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتكلّم عنها العلماء ، هذا الطب القديم وهذا الأصل ، ويقال ليس لديكم دراسات ولا إحصائيات !!
بلى موجود لدينا كل شيء ؛ موجود في كتاب الله ، والتفاسير وكتب الصحاح ، وكذلك الأحاديث النبوية ، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وآخرهم الشيخ ابن جبرين من تكلّم وتوسّع في هذا المجال ، موجود لدينا بحوث وموجود لدينا العلم مرصود لكن كذلك لا تتكلم في شيء أنت لا تعرفه .
حتى أذكر أن أحدهم قال: ناقش أحد الرقاة الأطباء النفسيين لدينا كذا كذا ، وأن علاجاتكم تسبب كذا كذا فيه فرق ، طبعاً هناك فرق ياجماعة ، كلامهم والله صحيح ، عندما يقولون أعراض الحضور مافيه جني ينطق هذا صحيح لكن هو نوع من أنواع الأمراض النفسية . لكنه إذا كان نفسي بحت يأتي عنده ، لكن إذا كانت هذه الأمور تصدر بسبب مرض روحي فهذا من النوع الذي لم يدرسوه ولايعرفونُ ونحن ولله الحمد أبشركم أننا درسنا النوعين ؛ الشيء الذي عن طريق المرض النفسي ، والمرض النفسي الذي عن طريق المرض الروحي حتى أننا نرسل المرضى النفسيين لعياداتهم . لكن أتحدى طبيب نفسي يتعاون مع راقي يرسل له بعض المرضى . لا يوجد ، وإن بدأت الآن توعية بسيطة ولله الحمد .
من الذين ظهر صوتهم ؟
طبعاً الأطباء النفسيين يظهرون بظهور قوي وشرس بالإعلام ولذلك أنا أُحمِّل الرقاة المسؤولية في أنهم لايظهرون لحق الدفاع عن أنفسهم من ناحية أنه يتكلم ويوضِّح للناس هذا المقصود فأحياناً قد يكون تشويه سمعة الرقاة جاء بسبب ضغوط كثيرة من ضمنها الأشياء التي ذكرتها وهي كثيرة جداً :
الإعلام الموجّه ، الأطباء النفسيين ، تضخيم الأخطاء ، دائماَ يتكلمون عن الشاذ منهم بينما الناجح الناصح لا ، الأسماء الجمهورية التي تبحث عن جمهور كبير على صفحة الفيس بوك …..إلخ .
المستشفيات.. صروح للمعالجة بلا رقابة إعلامية
الآن مادام أن هناك انتقاد للرقاة فالراقي يعالج الناس كذلك هناك من يعالج الناس وعندهم أخطاء كثيرة جداً ولا أحد تكلّم عنها . وهذا يجعلنا نتساءل :
أين الإعلاميين ؟ أين أصحاب القنوات الفضائية ؟
قلت لكم أن هذا إعلام موجّه ، لماذا لم يتكلموا عن أخطاء المستشفيات ؟
المكان الوحيد الذي يُسمح فيه بنزع الحجاب هو المستشفيات ولا أحد تكلّم !
المكان الوحيد الذي يسمح فيه بالخلوة الغير شرعية المستشفى ولا أحد تكلّم !
المكان الوحيد الذي يسمح فيه بإقامة العلاقة الغير شرعية هو المستشفى ، تجد علاقة بين موظف وموظفة ولا أحد تكلّم !
تكلموا عن الراقي الذي تزوّج زواج حلال ، دعوه يفعل ماشاء . وهناك بعض الأخوات تعرض نفسها ، ومعروف أن الطبيب يتعلق بمريضه أياً كان راقي أو غير راقي وهذا موجود حتى في المستشفيات طبيب يتزوج طبيبة ، والله يجزاهم خير ، على العكس أن يكون بينهم علاقة تنتهي لعلاقة شرعية هذا شيء جيد لكن هم انتقدوا حتى العلاقة الشرعية من بعض الرقاة .
ومن جهة أخرى قد يكون الواحد يُصلح من جميع الجوانب والناس تنتقده من جانب أو أكثر من جانب .
مستشفيات التجميل
نخرج من جانب المستشفيات وندخل في جانب مستشفيات التجميل ، صحيح أنه أفتى فيها بعض المشائخ ، ولست أتكلم عن العلاجات العضوية أتكلم عن جانب آخر .
المكان الوحيد الذي يُسمح فيه بنزع الملابس الداخلية وتُكشف العورة ويزال فيها الشعر الغير مرغوب فيه والتجميل والتبييض والتقشير وغيره في جلسات هي المستشفيات .
إذاً أين الذين يتكلمون ؟!
بنات المسلمين في بلاد المسلمين تُعرض عوراتهم في مستشفى ومع ذلك لا تتكلمون فقط كلامكم يُحاك ضد الرقاة .
أنا أرجع وأقول لابد إذا كان فيه انتقاد فانتقد بشكل بنّاء ممكن انتقادك يوصل وتُصحح أشياء كثيرة في المجتمع ، لكن تنتقد ناس فيهم خير وفيهم استقامة هذا لاشكّ أنه خطأ وقد تُرفع على إثره دعوةُ مستجابة مظلومألا تخيفهُ هذه ؟!
يعني تسمع ناس يتجاوزون حدودهم بالظلم فندعي عليهم وندعي عليهم ونسمع أخبار سيئة ، نتمنى ألا يكون أحد دعى عليه ، بعض الناس يحجر واسعاً على المسلمين .
أخطاء الرقاة
لدى الرقاة أخطاء فادحة جداً لكن نؤكد على أنه ليس كلهم ، قد يكون بعضهم أساساً ساحر أتى بثوب راقي فالناس يسمونه راقي وهذا خطأ . و قد يكون إنسان مراهق وقد يكون إنسان غير راقي وغير ملتزم أساساً مادام فيها رقية وفيها كذا وكذا بصير راقي وهو ليس راقي ، هذا يحسب على الراقاة ويسمى راقي . فلذلك أغلب الأخطاء تنشأ من هؤلاء إما مشعوذ أو حتى إنسان مثلاً تاب وقال أنا سأصبح راقياً ويبدأ الرقية بشكل جاهل وهذه أيضاً أخطاء .
وكذلك كلما كان الإنسان يعلم ويُخطيء نعود ونقول كما أسلفنا أن أي إنسان يُخطيء لابد أن ينفضح .الحمدلله عندنا أمن ، ونحن في بلاد خير وهناك لجنة تتابع الرقاة وهم معرضين لرقابة قويّة وهذه الرقابةأشد من لجنة مراقبة الأطباء في المستشفيات والأخطاء الطبية القاتلة التي نسمع عنها أحياناً ولا أحد تكلّم لكن حتى لو حدث فإنها هذه أخطاء بسيطة صدرت من بعض الرقاة وإن كانت الدنيا قامتكلها بسببها .
وهناك رقاة يخطئون حتى لو كان عالم ، لكن هناك فئة كبيرة جداً عندهم علم يعني علماء في هذا المجال وعندهم أبحاث تتعلق به ويشكرون على هذا الجهد .
أخطاء المرضى
أحياناً بعض المرضى يخطيء عند الراقي فيتسبب في انتكاسة الراقي أو يتسبب في انحراف الراقي .
أذكر على ذلك أمثلة كثيرة جداً:
1- فتنة المال :
ذكرت مثال على ذلك في اللقاء الصحفي الذي أُجري معي في جريدة الحياة أنه أحياناً قد يكون راقي يقرأ في قرية فقيرة ثم ينتقل بعد ذلك إلى قرية غنية يتعود فيها على أن الناس يعطونه ويبادرون هم بأنفسهم ، كان يرفض أن يأخذ شيئاً ثم يرجع للقرية الأولى الفقيرة فيطالب الناس أن يدفعون أموالهم فيتعطل هو ويتعطلون الناس ؛ هذا بسبب انحراف الناس .
وإن كنت أنا ابتعدت عن جانب فتنة النساء .
2- فتنة النساء:
أحياناً قد تكون بعض الممارسات الخاطئة كما ترون في الأسواق وحتى المستشفيات فترى في هيئات وأشكال بعض المراجعين والمراجعات مايؤسف الحال . فتخيل أن هذه تدخل عند إنسان شاب وهي شابة وقد يضعف وإن وجد معها المحرم ، قد يضعف وقد تضعف هي ، من الذي يتسبب في هذا المجال ؟
قد يكون هو نزيه وعنده فتح . كأن يكون حصّن نفسه من ناحية عدم الخطأ ، وقد يخطيء مرة لكن أعود وأقول من جديد أن المرضى أحياناً لهم دورٌ في إنحراف الراقي .
وتكلمنا في بداية المقال عن أخطاء الرقاة ، فالراقي يخطيء وليس معصوماً لكن أحياناً يكون ماصدر منهُ من خطأ بسبب نفسه إما جهلاً أو عناداً أو انحرافاً من نفسه ، لكن أحياناً يخطيء بعضهم ويكون هذا الخطأ بسبب المرضى إما فتنة مال أو فتنة نساء أو غيره .