الكاتب / علي إسماعيل
جاري تحديث الصفحة …
——————
د. علي إسماعيل عبد الرحمن
أستاذ م. الطب النفسي بطب الأزهر
استشاري بمستشفي عمليات الخفجي المشتركة
أرسل استفسارك إلى إيميل الصحيفة مع كتابة كافة التفاصيل وسوف نقوم بالرد على استفسارك ونشر السؤال والجواب في هذه الصفحة لتعم الفائدة
س1 / كيف يعرف الإنسان أنه مصاب بإكتئاب أو أنه يعاني من ردة فعل عابرة؟
ج1 / إذا أثرت هذه الأعراض علي حياته الوظيفية أو الاجتماعية بشكل واضح له وللآخريين ، أو سببت له معاناة لا يتحملها من مر بنفس الضغوط التي تعرض لها، واستمرت هذه الأعراض لمدة زمنية لا تقل عن أسبوع، فالأفضل أن يستشير الطبيب، أما إذا لم تتوافر هذه الشروط فهي استجابة طبيعية للحدث، فالوفاة مثلا يعقبها حزن وتغير في الشهية أو النوم لكن الشخص يستطيع مقابلة الناس ويذهب لعمله وبالتالي لا نطلق علي الحزن اللاحق للوفاة اكتئاب إلا إذا توفرت فيه الشروط السابق ذكرها.
س2/ اعاني من نوم شديد وطويل مع كسل باقي اليوم وقال لي احدهم أن هذا له علاقة مباشرة بالامراض النفسية واحد الرقاة قال لي هذا مرض روحي وقد يكون مس، ولم اجد علاج نافع لهذا المشكلة فكيف اعرف ان ما احس به مرض نفسي او عضوي او روحي؟
ج2/ الإضطرابات النفسية شأنها شأن كل علم له شروط يجب توافرها لنسمي ما يعاني منه الإنسان مرض وهذه الشروط هي:
1. أن تكون هناك بداية محددة للأعراض المرضية بمعني من اسبوع ، شهر ن سنة وهكذا.
2. أن تؤثر هذه الأعراض علي مناطق مهمة بحياة الشخص مثل عمله أو علاقاته الاجتماعية ( يغيب أو يتأخر عن العمل ، يتجنب الناس أو يعاديهم أو يضايقهم )
3. ألا تكون هذه الأعراض ناتجة عن مرض جسدي مثل مشكلات الغدد الصم ، اضطرابات الهرمونات ، مشكلات الكبد أو الكلي … الخ
4. وجود عدد معين من الأعراض علي أن يكون بينها مشكلات المزاج أو التفكير.
ما سبق كان إشارة عامة ونخرج منها لمشكلتك التي أرسلتها، انت تتحدث عن نوم كثير ، كسل ، وأتصور ان معه شعور بالملل أو الزهق أو التوتر ، وغالبا قد تأثرت شهيتك أو علاقاتك من هذا، ورغم أنك لم تحدد باقي الشروط مثل البداية والمدة وهل تعاني من مشكلات بالبيت أو العمل وهل يوجد مرض نفسي بالأسرة أم لا؟ لكنني أتوقع أنك تعاني من أعراض الاكتئاب وأرجوا منك أن تقرأ مقالي عن الاكتئاب الذي أعتقد أنه قد يفيدك حيث يحتوي علي نصائح وارشادات تجعلك تتخلص من هذه الأعراض إن شاء الله.
س3/ اعاني من الغيره الشديده وخصوصا من ابنه عمي لما اشوفهااحس بالغيره مابعرف ليه ، لو فيه زواج او عزيمه اشيل هم واصير طول اليوم طفشانه لكن لوصار فيه عزيمه وبنت عمي مابتجي بنبسط كثير واكون متحمسه للروحه مره كثير …
احس هذا الشي كل ما اكبر يزيد فيني ويوضح علي لكن احاول انيالهي نفسي بس ما اقدر اصبح وكانه فطره فيني… وجدا متخوفه انه يتحول الى مرض نفسي لان انا عندي عدم الثقه بالنفس بنسبه كبيره لدرجه ممكن اشوف نفسي بالمرايه اقوول شكلي جميل ارجع بعد خمس دقاىق للمرايه مره ثانيه احس مو انا الي قبل شويه احس وجهي طلع فيه شي او متغير فيه شي اصبح وسواس واقول لنفسي موب حلوه يعني تتغير نضرتي لنفسي بخمس دقاىق او اقل من جميله لقبيحه او من قبيحه لجميله
انا بنت عمي ساكنه معي في نفس الفيلا , لو مره سافرت او بعدت عني احس براحه اكثر اجتمع مع اهلي والجميع ومبسوطه بس لو هي موجوده وقاعده مع اهلي ما اجلس معهم واحس بقلق ونرفزه.
اوقات اجتمع مع اخوالي وهم عاىله مختلفه عن اعمامي احس باني جميله حولهم وحتى لو رايت بنت جميله اخرى ممكن اتاملها اغار غيره طبيعيه “غيره حريم” وسرعاان ما تذهب عكس ابنه عمي للعلم كثير يشهدون بجمالي وباني بيضاء وجميله لكن انا ما اقتنع واحسها كمجامله.. علما باني كثير اروح اشوف شكلي فالمرايه لايمر يوم من دون ما اشوف نفسي اقل شي 20 مره فاليوم سوا في بيتي في غرفتي وتشتد اذا كان فيه عزيمه او مناسبه
واكتشفت في هذه السنه اني بديت اغار من ابنه عمي الاخرى وهي تسكن بعيد عني لكن ارها في جميع المناسبات كلأعياد او الاجازت القصيره وحتى اوقات في الويك اند واحس ان الامربدا يتطور وبديت اغار من ابنه عمي الاخرى ،لا اعلم هذا مرض نفسي او وسوسه او غيره.. اتمنى الاجابه
ج3/ تغارين من فتاتين أحدهما تسكن معك والآخرى تأتيكم للزيارة ، وأتوقع أن عمرهما يقاربا عمرك ، وبالتالي فجميعكن تمررن بمرحلةالمراهقة.
عمرك كما أسلفت 17 عاما وهو ما يعرف في علم النفس بمرحلة المراهقة المتوسطة وهي مرحلة مهمة جدا في حياة الانسان حيث يحاول أن يجيب على سؤالين مهمين يحددان حياته مستقبلا وهما من أنا؟ وماذا أريد ان اكون؟
من أنا؟ شكلا ومضمونا وهل أرضي عن شكلي وجسمي وتعليمي وثقافتي وتديني و….و… الخ
ماذا أريد في المستقبل وهو ما يرتبط بالتخطيط للمستقبل ويرتبط بالأنشطة التي تصلني لما أريد.
وبالتالي طبيعي أن يكون هناك غيرة محفزة بين المراهقين ، غيرة تجعل المراهق يكتسب من الآخر صفات إيجابية ويتخلص من سمات سلبية في شخصيته.
لكن يبدو من تساؤلك وتجنبك لقاء قرينتيك أنها ليست كما أسلفت بل هي غيرة أقرب إلي المرضية فأنت تتجنبينهما وتتوترين في وجودهما وهذا يعكس فقدان للثقة في نفسك ربما لأنك تقارنين حياتك بحياتهما أو أن هناك من يفعل هذا بينكما
والثقة بالنفس هى الشعور الذى ينتاب الشخص عندمقابلته مواقف أو أشخاص ويكون محتوى هذا الشعور ” أنى لست أقل من هذا الموقف” أنى لست أقل منك ، أو أقل منكم “
فالثقة فى الفنس ليست شيئا نمارسه – بل هى ثمرة يجنيها الشخص نتيجة بذور قد غرسها ورعاها الشخص – اى أنها كمثل الشجرة التى تبدأ بذرة ويرعاها صاحبهاحتى أصبحت شجرة صغيرة ثم أخذت تنمو حتى ترعرت وأصبحت شجرة كبيرة ..
مقومات الثقة بالنفس:
المقومات الجسيمة
ونقصد بها أن طاقة الجسم على أداء الأعمال وعلى الحياة بصورتهاالمختلفة تكون تسمح بهذا – وكثيرا ما نلاحظ أنه أثناء الأمراض نجد أن بعض الأشخاص يبدأون فى الشعور باليأس ويفقدون الثقة فى أنفسهم بما يؤدى إلى زيادة المرض……. وأشخاص آخرون يقاومون ألآمراض بثقة شديدة فى الله وفى أنفسهم مما يؤدى إلى التغلب على المرض ولذا فالطاقة الحيوية الموجودة فى الإنسان مهمة على اختلافهاالنفسى و الجسمانى .
المقومات العقلية
فإن المقومات هامة للثقة بالنفس ونقصد بها :
أ – الذكاء وهو القدرة العامة لدى الشخص على اكتساب الخبرات والتى تعتمد على إدراك العلاقات بين العلاقات .
ب – الذاكرة وهى قدرة الشخص على تذكر ما قد خزنة فى عقله واستدعاء عندالحاجة .والشخص الواثق فى نفسه هو الشخص الذى يستطيع أن يحسن استخدام ذاكرته .
المقومات الوجدانية وأهمها .
– الاتزان الوجدانى والانفعالى .
– الخلو من المخاوف المرضية
– التفاؤل
– التقدير الذاتى الصحيح
– التواضع .
المقومات الاجتماعية
ونقصد بها أن الوضع الاجتماعى يحدد مدى ثقةالشخص بنفسه ذلك الأن الكيان الاجتماعى لاى شخص يحدد بالتالى كيانه النفسى وفكرته عن نفسه .
المقومات الاقتصادية
ونقصد بها الصلة بين دخل الفرد وثقته فى نفسه .
العقبات النفسية التى تعترض الحياة النفسية ويتاتى عنها ضعف الثقة فى النفس
1. خبرات الطفولة المؤلمة المنسبة .
2. الاضطرابات الانفعالية .
3. الافتقار إلى إشباع بعض الحاجات الأساسية للمرء ، سواء حاجات جسمانية أو عقلية أو ثقافية أو عاطفية .
4. الصدمات العاطفية
5. الاصابة بالوساوس .
6. الشعور بالذنب واحتقار الذات .
ونأتي للسؤال المهم وهو كيف تنمي ثقتك بنفسك؟
قواعد اكتساب الثقة:
– نمي الصفات الإيجابية التي تؤهلك للنجاح.
– كوني معتدلة في أهدافك، وأن تكون في إطار قدراتك وإمكاناتك.
– احترمي الآخرين واهتمي بهم وقدريهم، لأن الناس تتعامل جيدا مع الأشخاص الذين يعطوهم الاهتمام والتقدير.
– اعتن بمظهرك.
– تخيري الأصدقاء الذين يثقون بك.
كيف تؤكدي ذاتك؟
1.القدوة:
وهناك نوعان منها واقعية ومتخيله، الواقعية يلاحظالفرد بموجبها أشخاص في حياتهاليومية، أو يسمع، أو يشاهد، شريط فيديو مسجلا عليه السلوك المؤكد لأحدالنماذج.
أما القدوة المتخيلة، فيها يتخيل الفرد شخصا آخريسلك على نحو مؤكد في موقف معين يصعبعليه أن يؤكد ذاته فيه.
2.تمثيل الدور:
المنطق الكامن خلف هذا الأسلوب يتمثل في أن قيامالفرد بتمثيل الدور الذي يصعبالقيام به في الواقع الفعلي، قد يجعله أكثر ألفة به، ومن ثم اعتيادا عليه،وأقل تهيبا من أدائه فيما بعد في مواقف طبيعية، وأكثر وعيا بأوجه الصعوبة التي يخبرها فيها، ومن ثم يعمل على تجنبها فضلا عن أنه يمكنه من إجراء بيان عملي”بروفة” على السلوك قبل تنفيذه.
3.قلب الأدوار:
في حالات عديدة لن نستطيع فهم الآخرين إلا إذا غيرنا موضعنا في الموقف، كالمرآة، بحيث يضع نفسه مكانهم، وليس ببعيد علينا شعيرة الصوم في شهر رمضان، فالله جلت قدرته يطلب منا فيه تقليد دورالفقير لكي نشعر بمعاناته، ومن ثم نصبح أكثر سخاء معه، وهكذا التوكيد.
4.إيقاف التفكيرالسلبي:
الفرد يستطيع التحكم في مجرى تفكيره إراديا،وتحويله إلى مسار آخر فحين تطوف بعقله أفكار، ومعتقدات، معوقة للتوكيد يمكنه استبعادها وإحلال أخرى ميسرة بدلا منها، ويكمن إتباع التمرين التالي:
– أغلقي عينيك وفكري في المعتقد المعوق للتوكيد.
– عندما تستحضري المعتقد في ذهنك قولي كلمة “قف” بصوت مرتفع، وارفعي يديك لأعلى، وهو ما يساعدك على تغييرتفكيرك في الموضوع.
– استحضري فكرة بديلة للاسترخاء كالجلوس على شاطئ البحر جيدا.
– كرري ذلك وقولي لنفسك توقف في همس دون رفع يديك.
– استخدمي الخطوة الثانية والثالثة في حياتك اليومية، كررهما كثيرا حتى تتمكني من هذه العادة، وذلك في حدود (50) مرة حتى يسهل عليك بعد ذلكالقيام بتلك العملية في أية لحظة تتصاعد فيها تلك الأفكار في حياتك اليومية.
5.إذابة الثلج:
من المعروف أن الخطوة الأولى في بداية أي عمل هي الخطوة الأصعب وفي العلاقات الشخصية فإن بدء العلاقة أكثر صعوبة من استمرارها، ومن ثم فإنه ليس من اليسيرعلى العديد من الناس بدء الكلمة الأولى في الحديث مع الغرباء، سواءفي مقابلة عمل، أو رحلة قطار، أو طابور انتظار. يجب أن تعرف الفرق بين السؤال المغلق الذي لا يشجع على الاستمرار حيث ينتهي عادة بإجابة مقتضبة مثل: هل تحب القراءة؟ هل تمارس رياضة العدو؟ وبين السؤال المفتوح الذي يثير شهية الفرد على الكلام، ولا يمكن الإجابة عنه إجابة قصيرة مثل:ماذا تحب من الهوايات؟ ماذا تقرأ؟
وفي النهاية علينا ان نعلم أننا يمكننا جميعا اكتساب الثقة لو ثابرنا علي تنفيذ مهاراتها .