تمهيد :
تتعدد طرائق المعالجة الروحية ونجملها فيما يلي :
1 – الرقية الشرعية بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
2 – الاستعانة بالجن المسلم.
3 – الاستعانة بالجن غير المسلم وهي الشعوذة .
4 – الرقية بالكتب السماوية لأهل الكتاب.
وأصح الطرائق هي النوع الأول وهي بكتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بقية الأنواع ففيها مافيه كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو من أكبر الكبائر ومن السبع الموبقات.
ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اجتنبوا السبع الموبقات” قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”.رواه البخاري برقم (2615)، ومسلم برقم (145).2
ومنها ماهو محرم ومنها ماهو خاطئ قد يصل للمعصية أو الكبيرة.
تقليد المستعين بالجن للمشعوذ :
من أكبر الأخطاء التي نراها أن يقلد المستعين بالجن المشعوذ بكل صغيرة وكبيرة .
ومن ضمنها أن يجعل من الجن من يتلبس به كتابع له يعينه على حد قوله في معرفة تشخيص نوع المرض للمريض، ولعل هذا فيه تجاوز فنلاحظ أحياناً أن من يستعين بالجن يتجاوز هذا من التشخيص إلى الاستعراض بذكر خفايا أخرى غير مهم ذكرها حتى يوهم المريض أنه متمكن في مهنته فيتكلم معه بتحديد أمور ماضية أو مستقبلية بينما المريض لايريد الخروج عن حاضره ومعالجة مشكلته الراهنة وليس التكلم بأمور قد تكون من الغيبيات.
ما الفرق بين من يستعين بالجن والمشعوذ ؟
1 – المستعين بالجن يستعين بالمسلم منهم والمشعوذ يستعين بالكافر منهم.
2 – الاستعانة بالجن مسألة خلافية منهم من أجازها بقيود ومنهم من منعها جملة وتفصيلا
والشعوذة من أكبر الكبائر وهي كفر وحدها ضربة بالسيف قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” حَدُّ السَّاحِرِ ضَرْبَةٌ بِالسَّيْفِ “[جامع الترميذي].
3 – المستعين بالجن قد تكون طرق الاستعانة هي التحاور معهم ،والمشعوذ أكثر من ذلك فهو يعقد وينفث ويطلب من المريض إحضار الأثر والنجاسات.
4 – المستعين بالجن يحترم كتاب الله والمشعوذ يهين كتاب الله بأبشع صورة.
5 – المستعين بالجن لايذبح إلا لله والمشعوذ يذبح لغير الله.
6 – المستعين بالجن المسلم حسن المظهر في الغالب ،و المشعوذ مظهره ومكانه غير مقبول ومقزز.
7 – المستعين بالجن المسلم يرقي بكتاب الله والمشعوذ لو رقى بكتاب الله فقد ينكس الآيات أو يتمتم بصوت غير مسموع.
وغيرها .
ما الفرق بين من يستعين بالجن المسلم وبين الراقي بكتاب الله ؟
1 – الراقي بكتاب الله يطيل الرقية والمستعين رقية مختصرة.
2 – الراقي يرقي بكتاب الله والمستعين قد يفرط بالحوار مع الجان.
3 – الراقي من النادر نطق العارض معه والمستعين قد تنطق معه كل الحالات ولربما نطق السليم من المرض.
4 – الراقي أغلب رقيته بكتاب الله والمستعين قد تصدر منه مناداة أو تكرار سور معينة أو الآذان أو التسمية من دون رقية كاملة.
5 – الراقي لايهتم بحركة الأصابع والمستعين يهتم بحركة الأصابع ويدقق بها وينهر المريض في حالة تشبيكه.
6 – الراقي محتسب ولو طلب أجرة فهي محدودة ويطالب المريض بمراجعته ويتابعه زمناً حتى يشفيه الله، والمستعين يدعي العلاج بجلسة واحدة ويطلب مبلغاً كبيراً قد يتجاوز الخمسة آلاف.
7 – الراقي قد ينجح في علاج الحالات الصعبة، والمستعين قد يفشل خصوصاً من تلبس به مارد أقوى من تابعه.
هل المعالج بالجن مشعوذ ؟
من الممكن تقسيمهم ثلاثة أنواع :
1. منهم من يستعين بطريقة عادية.
2. ومنهم من يستعين بطرائق مقلدة للمشعوذ.
3. ومنهم من يستعين بالشياطين وهو المشعوذ.
و لعل تقسيم من يستعين بالجن على نوعين أمر لايترك للحيرة مجالاً للريبة فمن يستعين بالجن بطريقة عادية ليس كمن قلد المشعوذ وإن كانت كلها غير صحيحة.
ومن المؤسف أن الكثير منهم يدعي الاستعانة بالجن المسلم وقد يستعين خفية بغيرهم من الشياطين الكفرة وهو من الدجل لقريب.
هل من يستعين بالجن يستفيد منهم بالعلاجات والابتكارات ؟
عرف ممن يستعين بالجن المسلم بسوء علاجاتهم ومحدوديتها وهذا يؤكد أن الطريقة ليست الأكمل في المعالجة أو أنها غاية في الوصول لأنجح العلاجات الفورية.
ولكنهم يطبقون طريقة (يخرج سريعاً فيعود سريعاً) أي أنهم قد يخرجون الجني من جسم المريض سريعاً نشيطاً لكنه يعود سريعاً.
بل إن الملاحظ تعرض الكثير من المرضى للمس بعد خروجهم ممن يستعين بالجن لسببين:
1 – قد يكون تابع المريض هو المس الجديد وقد حصل مثل هذا كثيراً.
2 – تركهم لثغرة بجسم المريض مما يجعله عرضة لأي مرض روحي بسبب الجسم المخترق أي أن بوابة المرض الروحي فتحت ولم تغلق بسبب دخول الجني ونعرفها بالتمزق أسفل الظهر قد تصل للانزلاق الغضروفي وهو مما يعانيه من يشتكي السحر المتجدد المكاني على سبيل المثال .
ماهو التابع:
هو الملازم للمستعين بالجن فهو يسكن جسمه وفي حالة زيارة أي مريض له يخرج من جسمه ويتلبس بجسم المريض وبعد الضغط على القرين يعترف له بأمور يحتاجها المعالج أو لايحتاجها ويكون ذلك في ثواني معدودة وقد يحصل هذا في اتصال هاتفي على الهواء مباشرة في قناة فضائية في برامج المعالجين بالجن المسلم التي فتحت القنوات المحافظة لهم الأبواب للأسف الشديد .
وقد ينجح من يستعين بالجن -إن نجح- في التشخيص لكنه في الغالب قد يفشل في علاج المريض.
وبعد تلبسه يعود للمعالج ثم يبدأ بالتكلم بأمور يذهل لها العقل ، فكيف تعرف المعالج على تاريخ الإصابة بالمرض ونوع الأمراض الأخرى و قبل ثلاثة أعوام على سبيل المثال حصل له مرض ما وهكذا.
وأحياناً قد يجلس في جسم المريض ويتوجه لليد وتكون لغة التخاطب بينه وبين المريض فالتابع يسكن أصابع المريض وتكون لغة الإشارة بينهم كطريقة لغة الإشارة للصم والبكم
فحركة السبابة للأعلى قد تكون الإجابة بنعم والإبهام قد تكون لا.
وطريقة التخاطب بالإشارات والأسئلة السريعة و الإجابة من التابع الذي سكن في الأصابع وقتها و يكون الإدلاء بالمعلومات .
ومنهم من يطلب من التابع السكن في جسم المريض والنطق على لسان المريض بطريقة كاذبة وكأنه عارض من مس أو خادم سحر أو عين بينما هو التابع يقوم بالتمثيل على المريض وأهله والهدف هو الخدعة لأنه سيأمره بالخروج ومن المؤكد أنه سيخرج ويعود لصاحبه الحقيقي ثم يقول المعالج بالجن لأهل المريض نجحت في علاج مريضكم حتى يطاله مالاً أو نحوه .
وقد شبهتهم بالمتصل بهاتف العملة وقد ربط العملة النقدية بخيط و بعد إدخاله للهاتف يسحبه مجدداً ليحصل على مكالمة أخرى بنفس الأجرة .
ماذا قال العلماء عن حكم هذه الطريقة ؟
أفتى الكثير من العلماء بحرمة الاستعانة بالجن المسلم ولو قلنا أنها جائزة فهي ليست الطريقة الصحيحة للمعالجة ولو كانت صحيحة لكانت ناقصة وهي خطيرة بسبب ترك الجسم مخترقاً مما يجعله عرضة لأي مرض روحي جديد.
محاذير من يذهب للمستعين بالجن:
من أخطر الأمور التي قد يغفل عنها المرضى أنهم عرضة للتجسس فقد تصل معلومات خاصة جداً ومن غير المهم معرفة المستعين بالجن بها. وثبت أن الشياطين أخبرت بعض المشعوذين بأن فلانة جميلة وأن فلان غني جداً.
وأحيانا قد تفضح الشياطين التي تلبست ببعض المرضى بأمور قد تخدش الحياء فمن باب أولى نقل الأخبار للمستعين بالجن المسلم له.
و لعل ماتلاحظون في القنوات الفضائية من الإخبار بأمور غيبية من أكبر الأدلة على أن من يستعين بالجن قد يتجسس على المرضى ولاشك أن هذا من التجسس والتحسس
قال سبحانه: {إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم} [سورة النحل: 116- 117] كمن يقول أنه سيحدث في الغيب كذا وكذا فهو مفتر على الله الكذب، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله قال سبحانه: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون}[النمل: 65] وحرم الله السحر بقوله سبحانه: {ولا يفلح الساحر حيث أتى}[طه: 69].
متفرقات:
– قد تجد ممن يفسر الأحلام بطريقة الاستعانة بالجن التشابه في طرائق من يستعين بالجن الخاطئة.
– من علامات تشابه قراءة الكف بالاستعانة الخاطئة بالجن الإخبار بالأمور الماضية ولربما المستقبلية إذ يشترك فيهما من يقرأ الفنجان و المستعين بالجن.
– وجود التابع والحركة السريعة اللاإرادية بالجسم والرقبة والأكتاف.
ختاماً:
من حق مرضانا علينا أن نحذرهم من هذه الطرق الجديدة التي تعج بها الساحة ولايعني ظهور فلان في قناة إسلامية أنه على حق أو أنها تزكية له، فيجب التسلح بالعلم وتوجب علينا هنا التوعية لمثل هذه الأخطاء التي قد تجر إلى كوارث .
منتديات الشيخ عبدالله الخليفة
http://www.alkhalefaa.com/vb/index.php