الكاتب / عبد الله الخليفة
المرض الروحي وعلاقته بالمرض النفسي :
الاضطرابات النفسية المفاجئة التي تحدث دون سبب أو تفسير منطقي ، هي من أولى أعراض المرض الروحي .
وسأوضح قاعدة الأصل والفرع في معرفة الفرق بين المرض النفسي والروحي والذي قد يُشخص في كلا الحالتين بالمرض النفسي .
فمن كانت ضغوطات الحياة قد سببت له المرض النفسي وقد سلم من المرض الروحي ، فهو مريض نفسي بحت ، وعلاجه بعد توفيق الله لدى العيادات النفسية وغيرها من الأسباب.ومن كان المرض الروحي هو السبب في المرض النفسي فهو )الأصل (و المرض النفسي هو)الفرع (فعلاجه بالرقية أولا ثم بالعلاج النفسي .ولابأس بتدخل العلاجين في وقت واحد
إن كان المرض النفسي( الفرع ) قد وصل لحالة صعبة بسبب المرض الروحي خصوصا إن كان الهدف من المرض الروحي هو الإحباط النفسي كسحر الحزن أو العين على السعادة مثلا .
ومن الأمور المهمة أن يعلم المريض أن الراحة النفسية تفسر بخلو جسم المريض من جني، والعكس صحيح فدخول الجنى لجسم الإنسي يتسبب بالاضطربات النفسية ، فمتى شعر المريض باضطراب نفسي دون سبب فغالبا ما تفسر بإصابته الروحية ، والراحة المفاجئة هي من علامات شفائه.
إذاً المرض الروحي قد يكون سببا لأمراض نفسية أو عضوية.
فهل العلاجات العضوية النافعة ضارة للعارض ؟
المضاد الحيوي قاتل للبكتيريا النافعة والضارة فهل الجان داخل جسم الإنسان من قبيل البكتيريا الضارة ؟
وهل استفادة الإنسان من العلاج في القضاء على المرض الذي يسببه الفيروس هي استفادة للعارض أم ضرر له ؟ في الحقيقة لا يستفيد العارض و لا يتضرر لأنه روح ولو قلنا إنه يجري من ابن آدم مجرى الدم الذي تشبع من المضاد لحظة تعاطيه لقلنا إنها تظل حقيقة غامضة لا نجزم بها فلو كانت صحيحة لخرج الجان بمجرد النزف الحاد .
هل العلاج النفسي نافع أم ضار للعارض ؟
العلاج النافع للإنسان لا يستفيد منه العارض ولا يسكنه. فمن مهام العارض تهييج المريض للتوتر حتى يستقوي هو.
لذلك فللعلاج النفسي فوائد عدة سنبسط فيها القول .
فوائد العلاج النفسي :
1–القضاء على نواقض التحصين وهي : الغضب الشديد ، الحزن الشديد ،الخوف الشديد وغيرها وانعدام نواقض التحصين توفر للمريض :الاستفادة من الخطط العلاجية ، عدم انتكاسته إما بتجديد سحر أو عين أو مس.
-2إغلاق ثغرة بوابة المرض الروحي أي أن جسمه لا يصبح مخترقا ، والكثير من الجان اعترف أنه لم يتسطع اختراق جسم المريض إلا بعد اضطراب المريض نفسيا لدرجة حادة كالغضب الشديد الذي يُعد معبرا للجان وهي من وسائل الأذية الخارجية لجسم الإنسان التي تعد وسيلة لدخولهم.
– 3توفير الأرض الخصبة للمعالجة فالروح المعنوية العالية سبب لنجاح أي أمر وحتى مرضى العمليات الجراحية يعمد الطبيب الجراح إلى رفع الروح المعنوية لأن المريض يجد أثرهافي حالة التخديرالعام للجسم.
– 4النية ونقصد بها أن المريض بحاجة لتطبيق النية الصحيحة فلا بد من التيقن القوي بأن الله هو الشافي ، وأن كتابه الكريم هو العلاج للمرض الروحي ، فمن المرضى من يتيقن بلسانه فقط بينماقلبه مريض بالإحباط واليأس فنخشى عليه من قوله تعالى : ” في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.”
– 5تحقق القوة الداخلية فبعض المرضى ضعيف داخليا لدرجة أن المرض الروحي لو كان ضعيفا فقد يراه المريض كالجبل نظرا لضعفه ولذلك البعض الآخر من المرضى الروحيين المثاليين يهونون مرضهم وهم من يساعدون أنفسهم ويساعدوننا
في سرعه شفائهم ، وهم من تم التخطيط لهم في تقنين وقت العلاجات السريع كأسبوع مثلا وغيرهم يقضون شهورا وسنوات وهم مرضى بسبب الوهم وبسبب طريقة التفكير الخاطئة. ونحن نعرفهم حتى من رؤاهم فرؤية الحشرات مثلا تدل على أن تحصينهم في الحضيض فمن يرى ذلك فهو أضعف من الضعيف لأنها مخلوقات ضعيفة جدا، والشيطان الذي يتلبس بها ضعيف .
وهنا يأتي دور المعالج في التنوير الصحيح . فقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي المليح عن رجل قال :
كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم فعثرت دابته فقلت : تعس الشيطان فقال :
” لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت ويقول : بقوتي ولكن قل : باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب “
فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من خفايا الجان وهو تعاظم القرين في حالة التوتر وهذا يحدث لمن كان مريضا روحيا فكثرة التوتر تسبب في تعاظم العارض ، وهو مانسميه بأعراض الحضور وهي خدعة تجعل العارض يستقوي والمريض لايعلم ولذلك تجد هذا من أسباب تأخر المرضى في الشفاء . و بعد التجارب العديدة لمرضى الانتكاسات المتكررة تم بحمد الله التعرف على السبب والوصول للعلاج حتى أننا تابعناهم بعد شفائهم وبعد أيام تجديد السحر و بعد مرورهم بلحظات التوتر التي كانت تسبب لهم الانتكاسات لم نجد ولله الحمد أي تأثير فالعلاج النفسي مفيد للمريض وقاهر للعارض بكل خططه وألاعيبه حتى أنه يقضي على المرض النفسي بسبب المرض الروحي ويختصر إعادة تأهيل المريض نفسيا بعد شفائه روحيا .
تجارب بعض الرقاة :
ذكر لي أحد الرقاة أنه استضاف أحد الأطباء النفسيين في مقرأته الجماعية ، وقد طلب منه أن يرصد بعض أحوال المرضى الذين يحصل لهم أعراض الحضور ، وطلب من بعضهم تعاطي العلاج النفسي ولم يتأثروا وقال إن ذلك بسبب أن العارض تخدر ، ولكنني بعدها قمت بتجاربي الشخصية على الكثير من مرضاي ولم أستعمل علاجا نفسيا كيمائيا بل علاجا طبيعيا ومجموعة فيتامينات .
وجربت على مجموعة كبيرة العلاج السلوكي بدون علاجات ووجدت أثر ذلك على العارض مما أكد عدم صحة ماذكره الأخ الراقي . وأعود للقول بأن القوة الداخلية هي المطلب والكثير من مرضانا لديهم الضعف الداخلي القوي.
– 1الراوي رجل من الصحابة المصدر: الآداب الشرعية – الصفحة أو الرقم: 3/424
إسناده جيد .