الكاتب / سلطان علي الشهري
من يتفق معي على أن غزة إرهابية حيث تمتلك ترسانة نووية وأسلحة متطورة تهدد بها الجيران وجميع الدول الإسلامية وتدعمها جميع المنظمات الدولية والدول العظمى، وقد زاد من إرهابها قصفها لجيرانها اليهود المسالمين، ولم تبرح في اختلاق المشاكل مع جميع دول الشرق الأوسط.
في حين لم تنعم إسرائيل بحقها الطبيعي في أرض الميعاد ولم يسلم مواطنوها من القتل والتشريد والتجويع والتهجير بل اغتصاب الأرض حتى لم تعد حدود إسرائيل ترى لا على الخريطة ولا على الطبيعة!.
..للأسف هذه الصورة المعكوسة هي لسان حال بعض من تجرأ على المسلمين في فلسطين ودافع دون خجل عن الصهاينة المحتلين، وتشهد عليهم تغريداتهم في تويتر ومقالات يقشعر لها البدن عندما تعلم بأن الكاتب عربي مسلم وبعضهم من بلاد التوحيد قبلة جميع المسلمين!.
قبل بضع سنوات حدث هجوم على غزة من العدو الإسرائيلي وقتل عدد كبير وأصيب الألاف ورملت نساء ويتّم أطفال، والموقف العربي المندد إعلامياً يتكرر عبر السنين، بينما تحرك جمع من الأتراك وبعض الشرفاء المسلمين في أسطول الحرية المشهور الذي هاجمته إسرائيل وقتلت منهم وسجنت الباقي حتى تم عقد اتفاق ليخرجوا أبطالا، بينما تحرك شرذمة من الليبراليين لمهاجمة المشاركين في الأسطول والدفاع عن القتلة الإسرائيليين.
نفس المشهد الإعلامي يتكرر منذ بدء الحرب الصهيونية الأخيرة على غزة، مجرد تنديد دون تصعيد وكُتاب يهاجمون المسلمين للدفاع عن إسرائيل وصداقات علنية مع شخصيات إسرائيلية مشهورة في تويتر.
يقول بعض كتابنا المتطرفين عن حماس بأنها إرهابية وأن كتائب القسام غير شريفة وصواريخهم تقتل الأبرياء!، بينما تشهد بعض المدن الأوروبية وغيرها مظاهرات كان من المشاركين فيها غير مسلمين فهل يكون غير المسلم أصدق من بعض مسلمينا المتطرفين؟ حتى أن المظاهرات وصلت تل أبيب بعدد كبير من الإسرائيليين – لأسبابهم الخاصة – ضد الحرب على غزة وطالبوا بسحب القوات ووقف فوري لإطلاق للنار!.
بينما كتب أحد اليهود تغريدة يقول فيها بأنه لاحظ زيادة نسبة العرب الموالين لإسرائيل، وعندما يخون العربي أبناء شعبه بآراء عنصرية صهيونية فنحن كيهود نحب هؤلاء ولكن كحب الكلاب بينما نكره العرب المتمسكين بما لهم، لغتهم وفكرهم، ولكن في أعماقنا نحترم أولئك .. ولهذا يمكنك أن تختار إما كلب محبوب أو مكروه محترم!!.
أتعجب من هؤلاء المقاومين في غزة رجال ونساء وأطفال موحدين ومجاهدين لا يملكون زادا ولا تصلهم أسلحة من الغرب ولا أموالا من السلطة الفلسطينية ومعبرهم سدته العمالة، ومع ذلك ما زالوا مقاومين مجاهدين والنصر من عند الله ولو كره المتخاذلون من العرب والمسلمين.
وخلاصة الكلام .. هل يعقل أن يدافع غير المسلمين عن المسلمين في غزة في مظاهرات عالمية بينما يهاجم أبناء جلدتنا إخوانهم المسلمين في غزة والذريعة هي حماس وصواريخ القسام، وكيف يمكن تفسير دفاعهم عن إسرائيل بما فيها من صهاينة (يهود وعرب مسلمين)!.
صدق الشاعر المخضرم خلف بن هذال عندما قال:
من دون صهيون بذتنا صهاينا *** تكفر بالإسلام وتركز كماينها
والله أعلم