الكاتب / عبدالله الخليفة
تمهيد :
يعمد الشيطان إلى أذية ابن آدم بوسائل شتى وطرائق عديدة لاتنتهي أبدا،وقد ذكرالله عز وجل في كتابه الكريم أن الشيطان له أهدافه الكثيرة لأذية الإنسان ومنها : أن الشيطان سبب للضلالة والابتعاد عن الحق ،ويأمر بالفحشاء والمنكر ويصد عن ذكر الله ، وعن الصلاة ،وينزغ و يهمز و يحضر الشيطان في زمان ومكان ما ، وقد يخنس ويدبر في زمان ومكان
))إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون ]((البقرة .[ 169
))يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً](( النساء:120.[
))الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً]((البقرة:268 .[
ـإن هذا العدو يرانا ولا نراه
))إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء الذين لا يؤمنون]((الأعراف:27 .[
وقد يتسبب بالشرك والفقر، و التحريش بين الناس ، وقد يشارك الناس في المال والولد وما يعدهم الشيطان إلا غرورا وغيرها. وعن جابر بن عبد الله سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، فإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء((]مسلم ح.[2018
طرائق الخلاص منه :
ذكر الله عز وجل طرائقا كثيرة للتخلص منه منها : ذكر الله ولعل الأذكار التي علمنا إياها نبينا صلى الله عليه وسلم من الطرائق الواقية من كيد الشيطان. فهناك أذكار (مطلقة ومقيدة ) ومن الأذكار المقيدة أذكار الصباح والمساء وأذكار الصلاة ، والأذكار المتعلقة بالأمكنة كأذكار الدخول للبيوت والخلاء و ما قبل الأكل وبعده وغيرها …وأذكارا تتعلق بالأزمنة مثل الذكر الوارد مع رؤية هلال كل شهر جديد أو التكبير أيام عشر ذي الحجة وغيرها.
ومن طرائق الخلاص من كيد الشياطين أيضاً الأمور التعبدية ، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وأعمال الحج والعمرة وما يحصل لذل الشيطان بيوم عرفة.والأذان حيث أن الشيطان يدبر وله ضراط، وسجود التلاوة مثلا الذي يبكي الشيطان لأنه أمر بالسجود ولم يستطعوغيرها من الفروض والنوافل.
ومن أدلة ذلك :
-
))قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين]((الحجر:39-40.[
-
))إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين]((البينة:5.[
-
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال)): لا تجعلوا بيوتكم مقابر،وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان((.قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيحالترمذي.
-
ذكر الله عز وجل فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ))من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك((.البخاري
-
))وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم]((الأعراف:200.[
وقد شرعت الاستعاذة منه في مواطن– وإن كانت مشروعة في كل وقتمن هذه المواطن:
-
عند الفزع
فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم : ))أعوذ بكلمات الله التامة من غضب هو شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون((.
ب) عند الخروج من البيت
فعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله قال يقال حينئذ: هديت وكفيت ووقيت، فتتنحى له الشياطين فيقول له شيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي))] رواهأبو داود و الترمذي.[
ج) عند دخول المسجدفعن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال : ((أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال أقط؟ قلت: نعم. قال: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر اليوم))] رواهأبو داود.[
د) عند قراءة القرآن((فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)) ] النحل: 98.[
و)عند دخول الخلاءفعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)) ] رواهالبخاري ومسلم.[
ز)عند الغضبفعن سليمان بن صرد قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم:إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد)) فقالوا له: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعوذ بالله من الشيطان)) فقال وهل بي جنون.] رواه البخاري.[
الفرق بين الشيطان والعارض :
الأصل أن الشيطان لفظ عام ولكن هنا يجب أن نفصل أكثر فنقول اجتهادا
-
الشيطان: هو ما ورد بالنصوص الشرعية إنه قد يشارك الأكل والمبيت والجماع ويتقرب خروج المرء من منزله.
-
العارض :وهو كل عارض يتلبس بالإنسان من مس وسحر وعين فهو إما خادم سحر أو خادم عين أو مس سواء أكان عاشقا أم مؤذيا أم مؤذىً.
-
القرين :وهو قرين الشخص الذي بداخل جسد الإنسان.
كيف نفرق بين الثلاثة أنواع ؟
يجب أن نعلم في البداية أعراض المرض الروحي وأعراض الشفاء منه ، فبتوافر أعراض المرض الروحي نعلم حينها أن الذي داخل الجسد من نوع العارض.
وفي حين السلامة من المرض الروحي نعلم أنه القرين الذي يوسوس لبني آدم و يختلف عن العارض من ناحية السلامة من الأمراض العضوية في الغالب.
والشيطان هو كل ما كان خارجا من الجسد وليس داخله.
الفرق بين الأذية الخارجية والداخلية
-
الأذية الخارجية: هي تسلط الجان أو انتقامهم من بني آدم ويجب العلم أن الجن عامة يعرفون مقتل الإنسان ففي حالة تعرض الجني للقتل من الإنسي فإن الجني يعرف إصابة الإنسي بالمقتل ومنها تعرضه لقلب الإنسان فغالبا ما يشعر وقتها المريض بإصابة في منطقة القلب قد تصل للأزمة القلبية بدون سبب عضوي معروف.
-
والأذية الداخلية: هي ما يتعرض له المريض الروحي بحسب نوع مرضه ومكان استقراره وغالبا ما تنحصر بالأعراض العضوية والنفسية.
الحواس الخمس يتلاعب بها الشيطان
علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم العالم الأول بخفايا الجان بعضا منها :
-
ذكر منها أن الشيطان يقعد على قافية رأس أحدكم. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ
-
ومنها أن الشيطان يبيت على خياشيم الإنسي. في الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “اذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه”.
-
ومنها أنه يبول في أذن الإنسي روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ،
فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ! فَقَالَ: بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ) .
كل هذه وقت نوم الإنسي
لماذا الأذن الوسطى ؟
تعلمون أن الرأس هو مركز القيادة والسيطرة (قاعدة مركز العمليات) (*).وفي حال صعود العارض هناك أماكن وتجويفات يعمد لها العارض حال صعوده ـ على حسب نوع المرض الروحي–فيعلم الشيطان أن استقراره بمنطقة الأذن الوسطى خير له من غيرها لأنها المكان المسؤول عن التوازن بجسم الإنسان ويريد الشيطان أن يقلب كفة التوازن له ويسيطر على نقطة في الجسد قد تكون كفيلة بالسيطرة على عامة جسم الإنسان
ولماذا يكون التسلط في الليل:
وتعلمون أن الليل من مصادر القوة للجان فقيل أنه وقت نشاطهم عكس الإنس ، ولعل حديث الأمر بحبس الصبيان قبيل غروب الشمس ما يؤيد ذلك لأنه وقت نشاط الجن عامة.ومن ذاك يجب على الإنسان الحرص على استفتاح يومه بمايطرد الشيطان من ذكر الله ووضوء وصلاة وذكر.
هل تعاني من كآبة وقت يقظتك ؟
إذا كنت ممن يعاني من الكآبة والحزن الشديد و تسلط الأفكار السلبية و سوء الظن والغضب والكره العام لكل شي وعدم تحمل أي شي وانعدام القابلية لأي شئ فهذا يدل على وجود مرض روحي ، وكان الشيطان وقتها قد أخذ مأخذه منك ليلا فننصحك بما يلي:
1 ـ الاستماع للرقية على التكرار ليلا
إما الرقية العامة على التكرار وفي حال تأكدت من تشخصيك استمع للرقية التخصيصية منها رقية السحر أو الحسد أو المس ولا تعتمد على رأي واحد بإصرارك على أنك مسحور مثلا فيجب أخذ تلاعب الشياطين بالحسبان ولا بأس بدمجها أو تنويعها ، وننصح كذلك بترك سورة البقرة على التكرار أثناء النوم ، ومن أنفع الطرائق على الإطلاق هو ترك القرآن يتلى عليك كاملا فتتابع الختمة حتى تحاصر الشياطين فهناك من السور لم نكتشفها من ناحية المعالجة أو طرد الشياطين أو قتلهم ولعلنا نجرب هذه الطريقة .
2ـ الطبطبة في ساعات اليوم الأولى :
جربت الطبطبة على من يشتكي من التعب النفسي أول لحظات يقظته فترجح أنها أعراض حضور ، حيث أن العارض يستقوي ليلا ويتركه المريض بلا مقاومةومع التجارب تحسن الكثير من المرضى بنسبة كبيرة جدا . ولا تنسوا أن الطبطبة من طرائق إخراج العارض الفورية إن تمت بطريقة سليمة ولعل الغريب أن المريض الروحي إذا استقر العارض في المنطقة العلوية من جسده يطالبنا بالضرب المبرح ولا يشعر بشئ ، وفي حالة سلامته من المرض الروحي يتألم من أدنى جهد وهذا مما يجعلنا نعرف المريض الروحي من السليم فذلك أشبه بجهاز كشف المرضى .
ختاما
يجب علينا أن نعلم أن الشيطان لم يمت و أنه إن يئس بنشر الشرك فلم ييأس من التحريش والتسلط علينا ، ويجب العلم أن شياطين الإنس كذلك لم يموتوا ففي كل زمان ومكان يداهمنا العدو من كل حدب وصوب ، فيجب الحذر وأعرف عدوك ، ولا تنس أن لديك سلاحا بتارا وهو العلم.كثيرا ما أقول لمرضاي – ممن يخاف التجديد – : بيننا وبينهم كتاب الله وطب نبيه صلى الله عليه وسلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)قاعدة مركز العمليات :
ونقصد به هو منطقة القيادة والسيطرة وهو ذهن المريض ورأسه فيعمد الكثير من الشياطين للسيطرة على هذه المنطقة , حتى يسيطر على الرأس ليسيطر على الجسم كله ومثله كمثل خاطف الطائرة فهو يعمد للمكان الاستراتيجي وهو مقعد الطيار ومن زعم أنه خطف الطائرة من مكان العفش مثلا فهو غبي والشيطان قد يكون أذكى في ذلك لذلك هناك أنواع من السحر تشل الرأس حتى تسيطر على المريض ومثال ذلك سحر المحبة فهو في منطقة الرأس لذلك تخرج الحبوب من الرأس وهو من أعراض خروج المرض الروحي من هناك