مبادرة المجلس بدعوة كبار المسؤولين لمناقشتهم عن أمور تتعلق بأداء أجهزتهم وتقاريرهم السنوية، مبادرة جديرة بالإشادة وخطوة لتعزيز ثقة المواطن بالمجلس وأداة تنبيه لبعض المسؤولين حتى يهتموا بأداء وزاراتهم ومن ثم رفع تقارير عن إنجازات ترقى لمستوى الوطن يرضى عنها ولاة الأمر والمواطنون.
والجدير بالذكر أن المجلس يستقبل أراء المواطنين وأسئلتهم لتوجيهها لكبار المسؤولين عند حضورهم لجلسة المجلس الاعتيادية، وهذا دليل بداية تخلي المجلس عن البيروقراطية وتحوله لمجلس شورى برلماني يمثل صوت المواطن ولو بجزء يسير كبداية متواضعة ومحفزة لحدوث نقلة نوعية للمجلس، حتى يتغير من مجلس شورى بالتعيين إلى برلمان يمثل الشعب.
كل هذا جميل ومفرح ويدعو إلى التفاؤل، إلا أن طريقة استقبال مقترحات واستفسارات المواطنين لم تكن بالطريقة العملية، حيث سار المجلس على نهج هيئة مكافحة الفساد وذلك باشتراطه ذكر الاسم كاملاً وعنوان الاتصال وإرسال المقترح أو الاستفسار عن طريق البريد الإلكتروني أو الفاكس.
من وجهتي نظري كان على المجلس إضافة خيار الإرسال عن طريق الموقع، وعدم اشتراط الاسم وعنوان الاتصال كي يحفز كل المواطنين للإدلاء بمالديهم دون الخوف من المساءلة أو تبعات مضمون الرسالة.
بهذه الشروط سوف يمتنع الكثير من طرح الأسئلة أو الإدلاء بآرائهم وسوف يكتفون بمراقبة النتائج وبذلك قد نخسر معلومات هامة ومقترحات متميزة، وأعتقد أن وجود هذه الشروط سيترتب عليه أن تكون المشاركات عبارة عن الأسئلة والملاحظات المعروفة سلفاً مثل .. سوء الخدمات الصحية وكثرة الأخطاء الطبية وحافز والسعودة وبدل السكن وارتفاع أسعار الأراضي والمساكن وغلاء المعيشة .. الخ.
شكراً مجلس الشورى على هذه المبادرة .. وحتى تتغير الصورة الذهنية عن المجلس لدى المواطن وكي يصل المجلس لتطلعات جميع المواطنين عليه أولاً نسف البيروقراطية، ويهمني هنا إلغاء شرط الاسم والعنوان وتفعيل الإرسالية عن طريق الموقع، وإذا أراد المجلس الحصول على أراء المواطن ومقترحاته المفيدة والغير معلومة سلفاً عليه بتفعيل المشاركات عبر الموقع الإلكتروني.
ويا حبذا لو تم إشراك عدد من المواطنين في جلسات مجلس الشورى عن طريق التسجيل في الموقع وفرز من تتوفر فيه شروط يضعها المجلس كالدرجة العلمية والخبرات العملية ونشاطاته الاجتماعية وغيرها، وبذلك نزيد من أعضاء المجلس (المتعاونين) مع أهمية تدوير المشاركين، وبذلك نصطاد عصفورين بحجر واحد فنوصل صوت المواطن وندرج في المجلس روح الشباب وأفكارهم.
أرجو أن يتعامل مجلس الشورى مع هذه الاقتراحات وغيرها باهتمام واسع ودراستها وعدم إهمالها.
نكزة : بالتأكيد أن بعض الأعضاء لو سمعوا بأخر اقتراح لخافوا على مراكزهم وساورهم الشك بأن مشاركات الشباب سوف تطغى على فعالية تواجدهم، لذا عليهم وأد هذه الأفكار ومخاطبة الصحف وطلب عدم نشر مثل هذا المقال في المستقبل.
والله أعلم