في كل سنة يئن الحجيج ويشتكون من نقص بعض الخدمات ونصب بعض الشركات وارتفاع أسعار الحملات وسوء إدارة المواصلات ولايخلو موسم من حريق أو غرق أو اختناق، فهل السر رباني؟ أم أن وزارة الحج لديها أعمال أخرى لذلك يأتي موسم الحج وقد خارت قواها فتنخفض قدرتها على العطاء ومن ثم الوصول للنتائج السابقة!.
الدولة مشكورة توفر كل ما تحتاجه وزارة الحج وجميع الوزارات والقطاعات الحكومية المشاركة في موسم الحج والعمرة، ابتداءاً من الميزانية المطلوبة مروراً بالرقابة والتقويم وصولا للدعم والتشجيع، ونتيجة لدعم الدولة والجهود المبذولة من الجميع يفترض أن تتكلل بنجاح جماعي باهر .. وزارة الحج هي من يتوج بهذا النجاح نيابة عن البقية مع حفظ حقهم في هذا النجاح، إلا أن النجاح سنوياً يكون نسبي ومعدل ارتفاع النسبة سنوياً مخيب للآمال، حيث أن الزحام هو هو والغلاء في ازدياد وإضافة خدمات جديدة غير ملحوظ وارتفاع نسبة رضا الحجاج طفيفة أو معدومة، فهل يوجد مقياس للنجاح غير هذه القراءات السريعة؟ وماهي التغذية الراجعة التي تعتمدها وزارة الحج للعمل على إصلاح الأخطاء وسد الثغرات؟ وماهي الجزاءات الرادعة للمخالفين سواءاً من المشاركين أو من الحجاج أو من الحملات؟.
نجاح موسم الحج متفاوت في نظرة المشاركين عن الحجاج ويختلف كذلك عن أصحاب الحملات ولكنه ناجح في نظرة الإعلام الرسمي سنوياً دون جدال، حيث تتكرر في كل عام نفس نوعية المشاهد واللقطات التي يبثها الإعلام الرسمي بعمل مقابلات تلفزيونية وصحفية مع الحجاج ورؤساء بعثات الحج يكثر فيها الشكر والثناء على القائمين على موسم الحج مع أنه واجب وشرف نلناه جيلاً بعد جيل ولله الحمد وحده.
أتمنى من وزارة الحج أن تقوم بإشراك شركات متخصصة في مجال الإدارة ودراسة الجودة، بحيث تكون جهات خارجية تعمل بدون ضغوط حكومية أو سياسية وتعطى جميع الإمكانيات للقيام بدراسات مستفيضة قبل وأثناء وبعد موسم الحج للوصول لمكمن الخلل المتكرر المسبب لمشكلة الازدحام وأسباب الغلاء ونقص بعض الخدمات والبحث والتحري عن تكامل التنسيق أو ضعفه بين الجهات المشاركة، وأيضاً تقييم أداء حملات الحج الداخلية والخارجية .. وبالتالي اقتراح حلول علمية قابلة للتطبيق، كل ذلك للتخفيف من النجاح المتواضع لموسم الحج في كل سنة.
نكزة : هذا وذروة الموسم 5 أيام فكيف لو كانت الذروة 15 أو 30 يوماً؟! وكيف سيكون الحج لو كان لدى اليابان؟ أم سيعتذرون بجبال مكة وملايين الحجاج في خمسة أيام .. أرى أن من واجبي نصح هيئة مكافحة الفساد بالبحث (والتنبيش) في ملفات حملات الحج ومشروع قطار الحرمين والمشاريع الخاصة بالحج والعمرة خصوصاً أن ميزانياتها بالمليارات!!.
والله أعلم